لاتستقيم الحياة بدون الالتزام بالمبادئ والقيم الدينية والوطنية والإنسانية، ولذلك فقد حذر المفكرون والفلاسفة في مجال الفكر السياسي عبر العصور المختلفة من الغوغائية وهي المرحلة التي تصل فيها الشعوب إلى الانفلات المطلق الذي لاتحكمه قيم ولا تقيده مبادئ ولاتصونه أخلاق. إن التجرد من القيم والأخلاق يحول الإنسان إلى أداة عدوانية لاتعرف غير الأذى وصنع الشر، ولعنا في العصر الراهن الذي تميز بالفضاء الإعلامي الذي بات أداة لتدمير القيم والأخلاق الإنسانية وقتل المبادئ الدينية بفعل الإنسان الذي قبل على نفسه أن يكون مجرد نافخ للكير لإذكاء سعير النار المشتعلة في الفضاء على وشك تحول المجتمع إلى غاية تنعدم فيها القيم الروحية وتنتهي القيم الوطنية وتزول المبادئ الإنسانية، وما الفوضى العارمة في وطننا العربي الكبير إلا علامة من علامات الوحشية وإنكار القيم والمبادئ. إن ما يحدث في يمن الإيمان والحكمة من محاولات طمس لمعالم الدين وانتزاع قيم الولاء الوطني وتفكيك للقيم الإنسانية والقضاء على عراقة وأصالة الإنسان اليمني واحدة من تلك المؤشرات التي تنذر بالخطر المحيق، ولا أخفي سراً إن قلت إن عدوى سعير الفضاء الإعلامي قد انتقلت إلى الإعلام الرسمي في بلادنا، وبات التنافس على من يجيد النفخ في الكير لإذكاء نار الفتنة، وقد وصل الأمر إلى فتنة صياغة الخير وهو أمر ما كان له أن يكون في بلد الإيمان والحكمة. إن على الحكماء والعقلاء في حكومة الوفاق الوطني أن يجنبوا البلاد والعباد نار الفتنة ويعملوا على ردم الخلافات بدلاً من تزويدها يوماً عن يوم، لأن الشعب قد طال صبره على العبث والفوضى، فهل يدرك الخيرون ذلك خدمة للدين والوطن والانسانية؟ نأمل ذلك بإذن الله.