يتظاهر البعض بالورع والزهد والبعد عن الحقد والكراهية ويتستر بثوب البراءة وعدم الإساءة إلى أحد في الحياة ويظن البعض الآخر أن ذلك علامة من علامات الصلاح والعودة الجادة إلى الإيمان بمنهج الحوار والاعتراف بالآخر،غير أن من يقرأ جيداً بعض السطور المكتوبة من كلام ذلك البعض سيجد أن الحقد والكراهية والرغبة في الانتقام ومحاولة تلفيق الكذب والزور والبهتان ومحاولة تشويه الحقيقة لصالح الفجور والعدوان أشياء ثابتة في أقوالهم وأفعالهم الواقعية وان الفجور في القول والفعل على أرض الواقع هو سيد الموقف بالنسبة لهم،لأن ثوب البراءة والوداعة الذي حاول ذلك البعض التستر به لم تستطع أن يخفي الفجور والغدر وإثارة الفتنة. يقول المثل الشعبي من تربى على شيء شاب عليه ولذلك فإن الفترة المقبلة من الحياة السياسية عقب الأزمة السياسية الماحقة تحتاج إلى تبصر وعدم الانخداع ببعض زخرف الأقوال والتأكد من الأقوال والأفعال على الأرض والمؤمن المسلم من سلم الناس من أذاه وامتنع كلياً عن أذية الناس كافة قولاً وعملاً أما من يغدر بالناس ويخادع ويقلب الحقائق فذلك يدخل من باب المنافقين الأشد خطراً على السلم الاجتماعي والحياة الآمنة والمستقرة. إن محاولة قلب الحقائق وتزييف الواقع والتزلف من أعظم صفات النفاق وهو جور وفجور لا تقبله الشرائع السماوية ولا الأعراف والتقاليد ولا تقبله القيم الإنسانية ومن يفعل ذلك الإثم المبين لا يمكن أن يكون مقبولاً في الحياة الاجتماعية والإنسانية على الإطلاق. لم أتفاجأ من الذين يقولون ما لا يفعلون لأنهم في أشد صور الوضوح التي تجعل المجتمع يدرك أنانيتهم وانتهازيتهم،ولكني أتفاجأ جداً بمن يدرك الحقيقة وخلفياتها ويعمل على لي عنقها من أجل المكاسب المادية بعد أن كان مصدراً لقول الحقيقة وبيانها ولأن الموازين قد تغيرت ومصالحه لم تعد تتحقق انقلب على قول الحق والتزم قول الزور والفجور ولذلك فإن النفاق أشد خطراً على الحياة التي جاء الإسلام الحنيف متمماً لها وهنا أدعو العقلاء والحكماء إلى ضرورة الحذر من النفاق والتحري المطلق في سبيل خدمة الدين والوطن بإذن الله.