من العجيب أن من يريد خلق وئام وانسجام هو من يمارس العبث ويزرع الحقد والكراهية ويثير الفتنة ويلغي الرأي الآخر ويستهدفه رغم التأكيد بضرورة التناغم بين وسائل الإعلام من أجل التهيئة لانطلاق الحوار. إن التناغم الذي ينبغي أن يسود بين وسائل الإعلام المختلفة يحتاج إلى قيادات تزيل مافي قلبها من مرض وتنظر للناس كافة بمنظار واحد يتحقق فيه الصفاء والإخلاص لله ثم للوطن ومصالحه العليا، أما من شربوا الأحقاد والزيف فإن ذلك القول المشحون بالحقد والكراهية والإدعاء الباطل سيظل يرافق أقوالهم وأفعالهم وسيكونون أدوات مثيرة للفوضى. إن الحوار الذي ينبغي أن يكون في وسائل الإعلام ينبغي أن يتجه نحو المستقبل ويناقش الواقع وينقده بهدف إصلاح الاعوجاج وتقديم الرؤية النافعة التي تساعد على تحقيق الصالح العام، أما الاستمرار في الإساءات وذر الرماد على عيون البسطاء من الناس فإن ذلك عمل لايرق إلى مستوى أمانة المسئولية ولن يحقق الرضى والقبول الشعبي ولايقبله إلا من كان على نفس الشاكلة التي تعيش الأوهام وتتخيل البطولات دون أن ترى الواقع كما هو. إن الاعتماد على التنميق والنفاق والتزلف أمر شديد الخطورة على مستقبل الوفاق الوطني، لأن بعض الأشخاص لم تعد تهمهم مصالح البلاد والعباد بقدر ما تهمهم المصالح الخاصة والذاتية من خلال زخرف القول، والحياة السياسية اليوم لم تعد تحتاج إلى النفاق بقدر ما تحتاج إلى قول الحقيقة ونقد التصرفات بروح المسئولية، أما المجاملات فإنها لن تخدم الوطن بقدر ما تلحق الضرر البالغ بالوطن وأهله، ولذلك أدعو كل الشرفاء أينما كانوا إلى تحري الصدق وقول الحقيقة حماية للنسيج الاجتماعي ووفاءً للدين والوطن والإنسانية بإذن الله.