يبدو أن البعض لم يعد يقبل بالصواب وكلما قرأ صواباً أصيب بالجنون وأخذته العزة بالإثم فجرد معول الهدم ليقف أمام الصواب ويمنعه, وأمام الشر لينفذه, فصار الحقد عنوانهم والغدر فعالهم، وأصبحت هذه الأعمال العدوانية بمثابة القربى التي يتزلفون بها إلى الشيطان، ولم يدرك من يقومون بذلك الفعل المشين والمخزي أنهم إنما يعبّرون عن نفسياتهم المريضة والهزيلة والعاجزة عن إتيان الصواب النافع، وأنهم لا يجيدون غير التدمير للقيم والمبادئ الوطنية. إن النقد البنّاء هو الذي يفضح العيوب في القول والممارسة لأن الاستمرار في ذلك القول وتلك الممارسة غير السليمة لا يمكن أن يقدم الخير النافع بقدر ما يساعد على الدجل والكذب ويقود إلى التملق والمداهنة على حساب الوطن ومصالحه العامة والقيم الدينية والوطنية والإنسانية، وهذا ليس فعل الشرفاء والنبلاء، وإنما أسلوب الحقراء الذين لا يملكون أكثر من النفاق والتملق وتشويه الحقيقة. إن مرحلة الحوار الوطني لا تحتاج مثل هذه العناصر المصابة بمرض العفن البكتيري، لأنها ستعمل على تسميم جسد الأمة، وقد لاحظنا بأن تلك العناصر لا تسطو إلا على كل ما يمكن أن يقوم الاعوجاج، أما ما يثير الفتنة ويشعل نيرانها فإنها تعمل على تجويده وتحسينه وتضعه في المكان البارز لإظهاره وشد الناس إليه وهو العفن بذاته. إن الحوار الوطني لا يحتاج النفاق والدجل الذي يُغيب الحقيقة ويطمس معالمها ويغذي الفتنة ويذكي نيرانها، وقد حذرنا من اعتماد البعض على هذا الأسلوب المعيق والمثير, وسنظل نحذر من كل ما يضر بالوطن ومصالحه العليا مهما كانت المواجهة، لأن أمانة المسئولية تحتم علينا فعل ذلك. وإذا منعنا من ذلك فإن المنابر كثيرة وسيكون لنا قول آخر أكثر نقداً وأبلغ أثراً وأنبل تميزاً وصدارة، لأن الهدف هو في بادئ الأمر رضا الله الخالق المتكفل بكل شيء القدير العليم, ثم خدمة الدين والوطن والإنسان من أجل مستقبل يخلو من النفاق والدجل والعدوان بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك