الحديث عن النظام السياسي يعني قوة الاندماج السياسي الذي يعززه البناء الدستوري، وهذا لا يأتي من الاستمرار في سياسة الانتقام والتشجيع على التناولات المجحفة التي يجيد أصحابها النفاق من الدرك الأسفل من العذاب، وإنما يأتي من التفكير العقلاني والموضوعي المسؤول في المستقبل، فما الذي يمكن إضافته من الإيجابيات التي تحقق الخير العام للناس كافة؟ وكيف نعالج التنافر والتناحر الذي خلفته الأزمة السياسية بدلاً من المزيد من صب الزيت على النار؟! إن ما نقرأه أو نسمعه أو نشاهده خلال هذه الأيام من الأقوال والأفعال لم نجد فيه غير الحقد وإذكاء نار الفتنة والنفاق الذي لا حدود له، والكذب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.. وللأسف فإن أصحاب الأقوال والأفعال المثيرة للفتنة يدركون تمام الإدراك أن تلك الأقوال والأفعال باطلة، ولا تخدم الوطن، وأن الشعب يدرك ذلك الزيف والكذب والنفاق المعظم، ومع ذلك نجد بعضاً من مرضى النفوس لا يحلو لهم القول أو الفعل إلا بإذكاء نار الفتنة، ولا يهمه المستقبل لا من قريب ولا من بعيد؛ ظناً منه أن النفاق الذي يمارسه هو سفينة الإنقاذ من الطوفان. إن على الذين يمارسون النفاق بنبش الماضي والخوض في إذكاء نار الفتنة أن يدركوا بأن تلك الأقوال والأفعال التي يتزلفون بها قربى إلى السلطة عدوانية وهمجية لا تعبر عن ثقة بالنفس واعتماد على الذات بقدر ما تعبر عن الفشل وعدم القدرة على الاعتماد على الصدق، وأن الشعب يدرك أن ذلك البعض الذي يمارس النفاق غير مقبول ومردود عليه أقواله وأفعاله، ولا يحظى بالاحترام حتى ممن يتزلف إليه أو يمارس النفاق من أجله؛ لأن الشعب لا يقبل بالنفاق والتدليس، وهو يدرك أن الصدق والإنصاف سفينة النجاة. إن الحوار الوطني الشامل يحتاج إلى الصدق والإنصاف، ويحتاج إلى قوة الإيمان بالله ثم الوطن والثورة والجمهورية والوحدة وقوة بناء الدولة اليمنية الحديثة، ويحتاج إلى الألفة والمحبة والتسامح والتصالح وإطفاء نيران الفتنة، والاتجاه نحو التفكير في المستقبل والعمل من أجل استعادة مكانة اليمن وبناء الدولة اليمنية الحديثة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك