من المؤسف أن نجد بعض القوى السياسية جاهلة حتى في استخدام الشائعة، ومن المؤسف جداً أن نجد أتباعاً لتلك القوى لا يفعّلون عقولهم ولا يتأملون فيما يقولون ولا فيما يفعلون ولا يدركون العواقب وينسون أن بعض الظن إثم ولا يعقلون بأنهم إنما يتبعون الظن ولم يقفوا عند قول الخالق جل وعلا في محكم كتابه العزيز :«وما يتبع أكثرهم إلا ظناً، إن الظن لا يغني من الحق شيئاً، إن الله عليم بما يفعلون» ولم يقرأوا قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم» «صدق الله العظيم». إن الإصرار على الكذب والرجم بالغيب من الأمور التي تدل دلالة كافية على القول بعدم النضج السياسي وعدم امتلاك القدر الكافي من الدراية والخبرة المعرفية بإدارة أمور البلاد والعباد، كما ان الاصرار على العمل بالظن واحدة من العلامات التي تؤكد الإفلاس الذي بلغ حد الفشل الذريع في التعامل مع الحياة السياسية والأكثر من ذلك كله ان الرجم بالغيب والإصرار عليه يؤكد الصلف الذي تتعمده مثل تلك القوى السياسية التي لم ولن تبلغ سن الرشد السياسي وان المراهقة السياسية تقودها إلى المزيد من فقد الثقة وتعرّيها تماماً من المصداقية وتحجب ثقة المواطن في تلك القوى وتقدم برهاناً عملياً على التخبط وعدم الهدى والعشوائية وان المصالح الخاصة هي الغالبة في مثل تلك القوى وان التفكير في الصالح العام أمر مستبعد من منهجية من يتصرف على هذا النحو الهزلي. إن الشعب اليوم يدرك الأمور ويمتلك القدرة على التحليل ويمحص الأمور ويكشف الخبايا ولن يقبل بعموميات الأقوال وظنية الأحداث ونتيجة لذلك ينبغي عدم استغفال الشعب والاستهانة بقدراته المعرفية الذاتية واحترام العقل اليمني وعدم تضليله لأن الشعب لا يقنع إلا بالحقيقة مهما كانت مرة وهو شعب صبور ومؤمن وحكيم ويتقبل الاخطاء ويعذر ويصفح ولكن في حدود عدم استغفاله أو الاستهانة به وعدم محاولة التجهيل والتضليل أو التدليس أو اخفاء الحقائق. إن الشعب يريد قول الحقيقة المبنية على الصدق لأنه يؤمن أن الصدق سفينة النجاة ولا مناص من قول الحقيقة وسيكون الشعب أكثر تماسكاً ومواجهة للتحديات الداخلية والخارجية لأن الصدق منهجه في الحياة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك