لم تدرك القوى السياسية والقيادات العليا أن الكلمة لها تأثير ساحر، وأن الوفاء بمضمون الكلمة له تأثير باهر، ولذلك نجد تلك القوى تهرف بما لا تعرف وتغرف الوعود، بما لا تصرف، وفوق كل ذلك تعتقد أو تظن أن ذلك السفور الجارح يحقق لها الرضا والقبول، ولم تع أن كل كلمة قيلت أو تقال مدونة في ذاكرة الشعب وتحت مجهره، وتخضع للتحليل والتمحيص والتأويل والتنبؤ، ثم الاستنتاج الذي يبرهن إما على صدق أو كذب وتزييف للحقائق، وقد شهدت الأزمة الكارثية منذ 2011م سيلاً جارفاً من الرياء والنفاق وعدم الالتزام بالصدق وقول الحقيقة والتمرد على مكارم الأخلاق. لقد قلنا مراراً وتكراراً بأن شعبنا اليمني يدرك الأمور تمام الإدراك ولم يعد جاهلاً أو قابلاً للتجهيل، لأن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والثاني والعشرين من مايو 1990م قد فتحت أمامه أبواب المعرفة والتنوير وهيأت له المناخات المعرفية اللازمة، ومن أجل ذلك نقول لمن يتعمد الكذب والزيف: يكفي استهانة بالشعب، ولابد من العودة الصادقة والأمينة إلى الصدق والالتزام به مهما كان، وقد ذكرنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل« تحروا الصدق وإن رأيتم فيه الهلكة فإن فيه النجاة» وقلنا إن شعبنا لا يقبل بغير الحقيقة مهما كانت مرة، لأن الله تعالى قد وصفه بالطيبة قال تعالى{ بلدة طيبة ورب غفور} صدق الله العظيم. إن الإصرار على إخفاء الحقائق من أجل منع فضيحة الإخفاق الذي حدث إصرار على الكيد الشيطاني وعدوان فاجر على الصدق والالتزام بمكارم الأخلاق، والاستمرار فيه لن يخلق سوى المزيد من عدم القبول والرفض الذي لا حدود له، ولذلك نخاطب العقلاء والنبلاء أينما كانوا بضرورة القول الشفاف القائم على الصدق والأمانة والإخلاص الذي يحقق رضا الخالق جل وعلا، وما عدا ذلك فإنه عدوان سافر على مكارم الأخلاق، وهنا ينبغي التأكيد على أن اليمن القوي والأمن والموحد والمستقر الذي يضمن مستقبل الأجيال وخلوه من العبث والفوضى لا يأتي إلامن خلال الصدق والصراحة والإخلاص، وهذا هو طريق النجاة والفلاح بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك