التأثير على البسطاء من الناس سلبياً لم يعد اليوم مجدياً، لأن وسائل المعرفة قد تعددت وتنوعت، ولذلك ينبغي للذين يدركون بأنهم يمارسون الخداع على الناس أن يكفوا عن هذه الممارسة التي باتت فضيحة كاملة الأركان، ويكفي استغفال العقول المستنيرة، ولا يجوز الاستهانة بالوعي المعرفي أو الإصرار على رفض الحقائق. إن الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية المعاصرة تحتاج اليوم إلى المعلومة المقنعة وشديدة الإقناع، ولا تحتاج إلى الزيف، ونسبة الأشياء إلى غير أهلها وفرض الادعاء بإنجاز الوهم، وتحقيق الخيال وملاحقة السراب، فهذه الشطحات التي تظهر في بعض وسائل إعلام بعض القوى السياسية مثار سخرية الشارع، ولا يجوز الاستمرار فيها، لأن ذلك الإصرار من المؤشرات على بلوغ غاية الرحمة التي يرجوها الصادقون مع الله في الثلث الأول من الشهر الكريم. إن نقل الحقيقة كما هي والاعتراف بإنجازات وإخفاقات الآخرين مهما اختلفت معهم في وجهات النظر هو الأسلوب العلمي الذي يعزز الثقة ويجوز الأداء، ويخلق الإبداع، أما الدفع باتجاه محاولة طمس الحقائق أو قلبها فإن الذين يتبنون أداءه يظهرون في حالة من عدم القناعة وتتصدر وجوههم علامات الارتباك والقلق، ويفضح المنقذ سفه أقواله من حيث لا يعلم، وهذا العمل ليس من مكارم الأخلاق ولا يقرب أحداً من نيل الرحمة التي تؤهله إلى الدخول في المرحلة الثانية من الشهر الكريم. إن المتابع لبعض المشاهد المزورة للحقائق يدرك أن هناك تربية قائمة على الحقد والكراهية، وعدم الرغبة في التعامل مع الآخر، وخدمات الناس اليوم يدركون كل صغيرة وكبيرة بوعي كامل، ولديهم القدرة المعرفية التي تفند الكذب وتدحض الزور، ولذلك فإننا نجدد الدعوة لأولئك الذين يمارسون كل هذه الأقوال والأفعال بالعدول عن تلك الممارسات والاتجاه نحو الحقيقة لأنها من الخير الذي يقرب من بلوغ الغاية المرجوة من الثلث الأول من الشهر الكريم، وهي الرحمة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك