البعض يصر على إخفاء الحقائق، بل ويسعى إلى لي عنق الحقيقة ،ظناً منه أن ذلك يخدم الموضوعية التي يريدها الناس كافة، بل أعتقد أن الغباء السياسي هو الذي يقف خلف المحاولات التي تظهر بين الحين والآخر، لأن الواضح من تلك التصرفات ينحصر في الرغبة الشخصية التي تفترض التزلف والتقرب لكسب المواقف لعنصر معين من عناصر الفعل السياسي المؤثر في الحياة السياسية المعاصرة، ولم يدرك من يسير في الظن أن درجة الوعي المعرفي والقدرة على كشف الحقائق قد بلغ حداً كبيراً جعل من هذا التصرف مفضوحاً، ولا يخدم الوئام والسلام الاجتماعي. إن العودة إلى المصداقية والموضوعية والمهنية بات اليوم من الأهمية بمكان، بعد أن فشلت سياسات الإقصاء والانتقام، وبات لازماً على كل القوى السياسية أن تتعامل مع الشعب باحترام القدر المعرفي الذي وصل إليه الشعب، بل إن المطلوب هو احترام العقل وعدم الاستهانة بالقدرات والكفاءات واستبدالها بغثاء السيل، ولا مجال لاستمرار التدليس وإخفاء الحقائق مهما كانت حرة، لأن إظهارها على عامة الناس والاعتراف بالأخطاء واحترام إنجازات الماضي وعدم المزايدة عليها هو الطريق الذي يؤدي إلى الثقة. إن الاستفادة من الثلث الثاني للشهر الكريم مازالت متاحة أمام كل من يكابر ويختلق البطولات الوهمية في محاولة لإخفاء الحقيقة، فكلما مالت القوى السياسية إلى الموضوعية واعترفت بالغير وإنجازاته كلما خلقت جسراً جديداً لبناء الثقة، ولذلك نكرر النصح لكل من يريد الخير للناس كافة أن يتجنب مجاراة المتزلفين، وأن ينأى بنفسه صوب الحقيقة وحدها خدمة للدين والوطن والإنسانية. إننا أمام مرحلة شديدة التعقيد تحتاج إلى المزيد من المكاشفة والتزام الصدق والوفاء بالالتزامات، ولم يعد هناك مجال للمغالطة والمماطلة والتمسك بالقشة التي قصمت ظهر البعير، ولذلك فإن المؤمل في الثلث الثاني من الشهر الكريم أن يقف الجميع أمام حالة الشعب التي تزداد سوءاً من أجل وضع المعالجات التي تعزز الوحدة الوطنية وتصون السلم الاجتماعي بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك