التجرد الذي يؤدي إلى الخير العام للإنسانية كافة يحتاج إلى النية الصادقة مع الله أولاً ثم الوطن والإنسانية، كما يحتاج إلى قوة الإيمان بالله رب العالمين وبالإسلام عقيدة وشريعة لتكتمل صورة القول والفعل المتمم لمكارم الأخلاق وعظيم السجايا ونبل الوفاء. لم تكن المتابعة للمشهد الثقافي المكتوب والمقروء والمسموع خلال الثلث الأول من شهر رمضان الكريم بمستوى قوة الإيمان وعظمة الكلمة في بعض ما رأيت وبعض ما سمعت، لأن البعض للأسف مازال مشدوداً وبقوة إلى الحقد والكره للآخر، وهو يدرك أن حقده وكره للآخر ناتج عن فشل أصابه ومنعه من الوصول إلى ما وصل إليه الآخر من حب الناس ورضاهم، ورغم إدراكه لذلك لم أجد توجهاً حقيقياً لنبذ الكره والحقد، بل إن رغبة السيطرة والانتقام هي التي تهيمن على تصرفات المصابين بالفشل المبدعين في قلب الحقائق وتزويرها إرضاءً لغرورهم وغبائهم المستفحل الذي أصاب الناس كافة في مقتل خلال الفترة من 2011م وحتى اليوم. إن من لا يستفيد من مدرسة الشهر الكريم لا أعتقد أنه قادر على أن يستفيد في الحياة من كل ما هو إيجابي ،والسبب قد قلناه منذ وقت مبكر هو الانحراف الكامل في نهج التربية، الذي فتح المجال أمام ذلك الآخر التوغل في الحقد والكراهية ورغبة الانتقام ومحاولة اختلاق الأوهام والخيالات التي لا تقنع حتى البسطاء من الناس، ورغم ذلك كله إلا أن الأمل مازال دفاقاً لا يستفيد الجميع من اللحظة الأخيرة في الثلث الأول من الشهر الكريم وهو الفوز برحمة رب العالمين لنتجاوز ما أحدثته الأزمة السياسية. إننا رغم ما نرى ونقرأ ونسمع في تلك المشاهد المتقلبة وغير الثابت مازلنا نكرر الدعوة لأولئك الذين أصابهم الغرور للاستفادة من مدرسة الحياة وعدم اتباع الهوى، والاتجاه نحو الخير العام والإقلاع عن الأوهام والخيالات والتركيز على واقع الحياة والمسارعة للإسهام في خلق الوئام الاجتماعي وتعزيز الوحدة الوطنية بدلاً من الانكفاء على الأوهام والادعاءات والخيالات غير المقبولة عند أبسط الناس، وكلي أمل أن نلج الثلث الثاني وقد فاز الجميع بالرحمة ويبدأ النضال من أجل الفوز بالمغفرة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك