القوى السياسية التي تدرك مسئوليتها الدينية والوطنية والإنسانية ينبغي عليها أن تعكف في هذا الشهر الكريم رمضان العظيم على مراجعة أقوالها وأفعالها ومدى قربها من الله أو بعدها، لأن هذا الشهر الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار مدرسة المسلمين الأتقياء الذين يلتزمون حدود الله الشرعية ويقدسون دماء الناس ولا يقربوها بأي حال من الأحوال الخارجة عن الحدود الشرعية الواضحة في كتاب الله القرآن الكريم. إن الاستفادة من مدرسة رمضان الكريم لا ينبغي أن تقف عند الصيام والقيام فحسب، وإنما ينبغي ان تتجاوز ذلك إلى إخلاص النوايا والابتعاد المطلق عن الحقد والكراهية والاتجاه نحو خلق الوئام والتسامح والتصالح، وأن يظهر في هذا الشهر الكريم وكل الأشهر والسنوات القادمة الفعل المطابق للقول اللين والكريم الذي نراه اليوم في أوساط البسطاء من الناس وان يقترن القول بالعمل الواضح الذي لا جدال فيه من الإقلاع عن سن السنن السيئة والالتزام المطلق بما يخدم حياة الناس كافة، وأن تكون الأفعال مطابقة لمكارم الأخلاق، وأن تزول النظرة الحربية التي خلقت عدم الثقة وشوهت المشهد في الحياة السياسية التي طغى فيها مفهوم الغاية تبرر الوسيلة. إن الثلث الخاص بالرحمة يحتاج إلى فعل وقول متطابقان بقوة الإيمان المطلق بقدسية وحرمة الحياة الإنسانية، وهي فرصة من أجل إخلاص النية للخالق جل شأنه والاستقواء المطلق بالله رب العالمين دون سواه، من أجل الانطلاق نحو المستقبل الأكثر إشراقاً بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك