لقد أشرت في مواضيع شتى إلى ضرورة اقتران القول بالعمل باعتباره البرهان والبيان العملي الذي يجسد النية الصادقة مع الله ثم الوطن وهو الطريق الوحيد الذي يخلق الثقة ويمد جسورها بين المواطنين والقوى السياسية وقد قلنا بضرورة استغلال شهر رمضان الكريم وأن لا يمضى الثلث الأول منه المختص بالرحمة إلا وقد تجسدت معانيه ودلالاته لدى القوى السياسية المختلفة وأحدث حالة من التراحم والتعاطف ونبذ حالة الشكوك المتبادلة التي أحدثت شروخاً بالغة في جدار الوطن اليمني الكبير. إن الاستفادة من الثلث الأول من شهر رمضان الكريم المختص بالرحمة ينبغي أن يصل لدى القوى السياسية كافة إلى مداه الديني والوطني والإنساني ليصفي الأحقاد والضغائن ويزيل الاحتقانات وينقل المجتمع كافة إلى حالة من الصفاء الذهني الذي تزول فيه رواسب الماضي ومخلفات التعبئة الكيدية ويعلو فيه الصدق والوفاء، وتسمو فيه المحبة والإخاء وأواصر القربى ويهيمن الإنصاف في القول والفعل وتنعدم الادعاءات الوهمية أياً كان مصدرها. إن بلوغ الثلث الثاني من الشهر الكريم ينبغي أن يسبقه التهيئة المطلقة لبلوغ الرحمة لأن الرحمة والفوز بها هي مفتاح المغفرة التي تعد الغاية الثانية التي يسعى المسلم الحق إلى بلوغها بعد أن بلغ الغاية الأولى وهي الرحمة، ولا يتصور البعض من الذين مازالت قلوبهم مليئة بالحقد على الآخرين والادعاء بالأفضلية أياً كانت، إن مجرد الصيام والقيام هو الوسيلة الوحيدة لبلوغ الرحمة. بل زوال كل المؤثرات السلبية من أحقاد وضغائن وصفاء النية وإخلاصها لله رب العالمين والإقلاع عن كل ذلك من الوسائل التي تجعل المسلم الحق يبلغ الرحمة ويتهيأ للولوج في الثلث الثاني المتعلق بالمغفرة لتتجلى أعماله بالصفاء والإخلاص لله فيقبله الله. إن استغلال هذه الفرصة بات متاحاً اليوم كل الذين سلكوا سلوكاً مشيناً خلال الفترة الماضية فأمهله الله تعالى وأبلغه صوم الشهر ولذلك عليه أن يدرك تمام الإدراك أن هذه الفرصة قد تعوض وعليه أن يقرن القول بالعمل الخالص الذي يوحد الأمة ويزيل عنها الغمة من أجل حياة افضل بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك