صناعة المجد لا تأتي من تعريض الوطن للخطر ولا من استخدام الدين كوسيلة، ولا من التحريض على شرفاء الوطن، ولا من العبث بمقدرات البلاد والعباد، ولا من الادعاءات الباطلة، ولا من الأوهام والخيالات اليوتوبية، ولا من الثقافة أو التنازل عن الثوابت الوطنية والدينية والإنسانية، ولا من المداهنة والمراوغة والكذب، ولا من بيع الضمائر والمتاجرة بمكارم الأخلاق، ولا يصنع المجد من في قلبه علة دائمة ومرض مزمن شغله الشاغل الحقد على مقدرات الوطن ورموزه، ولكن المجد إباء وعزة وكرامة وشموخ وثبات على المواقف الوطنية والدينية والإنسانية، ولا يفعل ذلك إلا من كان عصامياً لا يهمه في الحياة سوى رضا الله والناس أجمعين. ولئن كانت فترة الفوضى التي نالت من كرامة الأمة العربية والإسلامية وفتحت المجال للعدو من أجل نهب مقدرات الأمة العربية والإسلامية فإن ذلك بسبب الأدعياء والجبناء الذين لا يمتلكون الفكر الاستراتيجي، ولا يدركون أكثر من جمع المال على حساب كرامة الأمة، والذين شغلهم حس الاستثمار الفاجر لقيم الدين والوطن والإنسانية، ورغم ذلك فإن هذه الغمة التي جلبها الفاشلون والمنحرفون في الحياة إلى وطننا العربي، لم تزد النبلاء إلا نبلاً، وأظهرت مساوىء الادعياء وأوضحت فجور المتاجرين، بمستقبل الأمة العربية والإسلامية، وسيظل المتمسكون بمكارم الأخلاق على مبادئهم الدينية والوطنية يعتصمون بحبل الله. إن الأحداث الراهنة تبرهن على الزيف والكذب وتوضح من هو المتمسك بحبل الله المتين ومن الذي خرج على ذلك وانحرف إلى الاستقواء بأعداء الأمة من أجل تدمير مقدرات الحياة، وستظهر الأحداث أن الشعب العربي المسلم وإلى جانبه كل أحرار العالم هم الأكثر التزاماً بالثوابت والأحق بصناعة التاريخ بإذن الله.