التأثير الذي تحدثه الدعاية الكاذبة والإعلام الأثم كالغبار الذي تثيره الأعاصير التي تأخذ ما وقع في طريقها، بمعنى أن الكذب والزيف الذي يمارس على ضحايا تلك الوسائل التي لا تحكمها أهداف ولا يهمها وطن، ولا تعرف المصالح العامة، ولا تقيدها حدود تحرق في طريقها البسطاء من الناس، لأنهم يقعون في شركها الشيطاني ويعيشون أحلاماً ما أنزل الله بها من سلطان. ولئن كانت تلك الأعاصير غير قابلة على الدوام فقد ذهبت وخلفت ضحايا، هذه الضحايا بدأ البعض منها يستيقظ من سكرته ولم يجد غير الأشباح ومازالت تلاحقه الأوهام وأصبح يتخبط كالذي به مس من الجن، لأنه أثناء صرعه الإعصار الإعلامي دخل في غيبوبة لم يدرك ما الذي كان يفعله، لأن عقله سلمه للشيطان الرجيم واتبع ما يملى عليه فسيطر الوهم وخرج عن نطاق الواقع، وعندما فاق لم يجد إلا الواقع الذي يعيشه الناس الطبيعيون الذين لم تؤثر عليهم العاصفة الإعلامية، لأنهم تعاملوا معها بعقولهم وأدركوا أن خلفها تآمر فاعتصموا بحبل الله المتين. إن الاستمرار في ممارسة الكذب وتبرير العدوان على الخير العام لم يعد اليوم قابلاً لاحداث العاصفة العدوانية، لأن الناس قد تسلحوا بالمعرفة التي جعلتهم يدركون أن العدو قد استهدفهم ودبر لهم الوسائل الخطرة التي كادت تقضي على الدولة اليمنية وتقتلع المجتمع اليمني من جذوره، ولذلك على الذين ما يزالون يعيشون الوهم والخيالات أن يدركوا بأن العودة إلى جادة الصواب والتخلي عن الوهم أمر ضروري للحياة الإنسانية و أن يدركوا بأنهم وقعوا في فخ الأحلام “اليوتوبية” التي رسمها لهم المخططون لتدمير اليمن. إن ما قادني إلى قو ل ذلك هو أن الصدفة جمعتني بمن مازال يعيش تلك الأحلام اليوتوبية حيث باشرني بالقول: أنظر ألم نصنع كذا وكذا؟ ودخل في عالم الحياة المثالية التي تحقق فيها الاكتفاء الذاتي وغرق الإنسان في النعيم وظل يسرد لي كلاماً لا وجود له في الواقع على الإطلاق، وكان من الصعب علي أن أدخل معه في حوار طويل كمحاولة لإخراجه من الوهم فاهتديت لأبسط الو سائل وجعلت نفسي مصدقاً لما يقوله فبدأت أطرح عليه أسئلة تتعلق بحياة الناس الواقعة اليوم، وتركته يقارن بين ماكان وما هو كائن و عندها انهار من جور الواقع و قال: اعترف بأنني خارج من الغابة ولذلك أدعوا الجميع إلى العقلانية والاتجاه نحو إعادة بناء الوطن بإذن الله.