لاينبغي أن نطلق العنان للتفكير في المجهول مادمنا قادرين على التفكير في آليات التعامل مع المستجدات لما من شأنه الحد من المخاطر وتأمين المستقبل ,أما أولئك الذين يفرطون في المضي نحو المجهول دون تأنٍ أو تبصر أو معرفة لمعالجات الحاضر فإن حياتهم لاتعرف غير الفوضى , ولا يقبلون بغير الفتن لأنهم قد تخيلوا كثيراً وتوهموا أكثر في أن الفوضى والفتن وكل الوسائل الشيطانية ستوصلهم إلى أعلى درجات الأمان وهذا هو الافراط في التفكير في المجهول والاعتماد في ذلك على آليات الدمار والتخريب. إن الأحداث التي نجدها اليوم في المشهد السياسي اليمني لاتحتاج إلى الافراط في الأوهام والخيالات ,بقدرما تحتاج إلى العودة إلى الحكمة وإعمال العقل ودراسة الواقع والتعامل معه بعين الحكمة والمنطق والمسئولية , بعيداً عن هوى النفس وغواية الشيطان الذي يقود إلى المجهول ,وتلك نظرة الإنسان الحكيم الذي جرّب الحياة وغاص في اعماق تفاصيلها واستفاد من تفاصيل كل ذلك ومرت عليه التجارب وعرف كيف يمكن التعامل مع كل المستجدات بمستوى عالٍ من المسئولية والواقعية والموضوعية ,ومثل هذا التفكير بجدية في التعامل مع المتغيرات لاشك أن ذلك سيقود إلى التقليل من مخاطر المستقبل ويعزز السلامة والأمان في المستقبل. إن الذين يغرقون في الأحلام الوردية والهوى الشيطاني لايمكن أن يحققوا للأمة خيراً بل الدمار والمزيد من الأزمات لأن الذين يعيشون على الوهم والغرور بدون شك ليس لديهم تجربة ولاخبرة تقودهم إلى الصواب وتغليب الصالح العام ,لأن هؤلاء لايفكرون في مصالح الشعب بقدر مايفكرون في ذواتهم ويتخيلون بطولاتهم الوهمية وعنجهيتهم الهمجية ,ولذلك فهم غارقون في المجهول, ولايؤمن عليهم في المستقبل إذا كان واقعهم اليوم قائماً على الفوضى والفتن وهم يتلذذون بعذابات الآخرين ومآسيهم جزء ماسببوه للبسطاء والمسالمين من الناس من الفتن والفوضى وسفك الدماء والاعتداء على الأموال والأعراض والحريات. إننا أمام هذا المشهد المأساوي الذي خلقه أصحاب الطموحات والغرور الشيطاني بحاجة ماسة إلى إعمال العقل وتفعيل قدرات التفكير في المعقول الذي يتجاوز النزعات العنصرية والذاتية ,ويغلب الصالح العام ويتقي الله في كافة الناس ويكف الأذى عنهم جميعاً ,فهل يدرك المغامرون هذه المعاني من أجل العيش الشريف والآمن؟. نأمل ذلك بإذن الله.