لا ينبغي ان يتقتصر التفكير في كيفية الفعل فقط، ولكن ينبغي التفكير في عواقب الفعل والآثار التي سيخلفها ذلك الفعل ، وهذا يعني ان أي قرار لابد من دراسته والتعرف على آثاره الإيجابية والسلبية ، وذلك ما ينبغي ان يكون .. ولكن ماهو الكائن اليوم؟. للأسف القوى السياسية في ساحة الفعل الوطني السياسي لم تصل بعد إلى درجة الوعي السياسي، ومازالت تقلد وتتلقف ما يأتيها من خارج حدود البلاد دون أن يكون لها وقفة وطنية جادة أمام ما يأتي من الخارج، ولم تكلف نفسها عناء دراسة وتمحيص ذلك القادم ، ولم تستطع معرفة حجم الضرر الذي سيلحق بالشعب في حالة تقليد ذلك القادم من الخارج ، وهذا دليل قاطع على عدم بلوغ القائمين على تلك القوى الرشد السياسي، وإن التصرفات التي تحدث يومياً تدل دلالة قاطعة على ان أصحاب الخبرة والتجربة وأصحاب السجلات الوطنية النظيفة لم يعد لهم ذلك القدر من الاحترام والمكانة في أوساط تلك القوى، وأن الطامحين الجدد لا يعبّرون أحداً وقد بلغ حد الغرور والطيش لديهم عدم احترامهم للذين يمثلون الحكمة والحنكة السياسية في تلك القوى ولذلك أحدثوا ما نراه من الفوضى والهمجية. ستظل ننادي ولن نكلّ أو نملّ مطلقاً .. ننادي بالعقلانية والموضوعية وأمانة المسئولية الدينية والوطنية والإنسانية .. ونقول لمن تمكن من نفوسهم وعقولهم الغرور الشيطاني: ينبغي عليكم ان تعودوا إلى جادة الصواب، وأن تراجعوا أنفسكم وتحِدّوا من غروركم وعنجهيتكم وكبركم وصلفكم، وأن تقلعوا عن الادعاء بالمعرفة وأنتم أجهل من الجهل وأعمى من العمى، وأن تتركوا الحكماء والعقلاء والمجربين يعالجون ما خربتموه ويلملمون ما فرقتموه ويداوون ما جرحتموه، هذا إذا بقي لديكم ذرة من الوطنية والانتماء والإنسانية، وإن كنتم قد غيرتم جلودكم وبعتم يشكل نهائي ضمائركم ولم تعودوا قادرين على استعادتها .. فإننا نقول للعقلاء والحكماء والشرفاء والنبلاء داخل تلك القوى السائرة في طريق الغواية: إن عليكم ان تتحملوا المسئولية بجدارة وتعيدوا لتاريخكم نقاءه وصفاءه ولانتمائكم ألقه ولإيمانكم بالله ثم الوطن والثورة والوحدة والديمقراطية فاعليته وتسهموا بجدية في كف يد العابثين والمخربين والمدمرين وأن تحقنوا الدماء وتصونوا الاعراض وأن تضعوا أيديكم في أيدي كل من ينادي بالخير العام والسلام الاجتماعي والوحدة لنعبر النفق المظلم الذي صنعه جهالكم ومغروروكم .. فالحوار الذي مازالت أبوابه مفتوحة مازال متاحاً إن كنتم صادقين بإذن الله.