رغم المناداة بضرورة الاقتراب من الحلول بدلاً من الاثارة إلا أن بعض القوى التي مازالت تعيش في الوهم، ولم تدرك بعد أن تجاوز الآخرين أو محاولة اثارتهم لايصب إلا في طريق الفتنة ويعمق شرخ الصف الوطني ويزيد الأمور تعقيداً واثارة، بل أن عناصر محددة في تلك القوى لم تزل مصرة على مصالحها الذاتية على حساب المصالح العامة للبلاد، وهنا ينبغي التفكير بعقلانية وهدوء بعيداً عن التقليد الأعمى أو محاكاة الآخرين والنظر إلى اليمن وكل مكوناته البشرية والجغرافية بعين المسئولية الوطنية التي تحقق الخير للناس كافة والتجرد المطلق من العصبية وضرورة الاعتراف بالآخر وعدم انكار السواد الأعظم من الشعب وترك الادعاءات الوهمية والاعتماد على الصدق والمكاشفة والوضوح من أجل الوصول إلى ما ينفع الوطن. إن الإصرار على التحامل والتجاهل والتباهي وابعاد الآخر أمر شديد الخطورة على مستقبل الحياة السياسية في اليمن، أرى ضرورة الاستفادة من العبر والعظات الموجودة على أرض الواقع سواء على مستوى الداخل أو الخارج، وادراك أن إلغاء الآخر أمر لم يعد مقبولاً من أحدٍ على الاطلاق، بل بات فعلاً منبوذاً من الشعب فإذا كانت القوى النخبوية تريد أن تتخلص من غيرها فإن الشعب يريد المحبة والوئام والتسامح والتصالح، ولن يقبل الشعب أن يكون وقود النزاعات الذاتية أياً كانت، لأنه بات على قدر من الدراية التي تجعله متمكناً من معرفة الغايات الخاصة والعامة وسوف لن يكون إلا مع الغايات العامة التي تحقق النفع العام للناس كافة. لقد حذرنا كثيراً من الاستمرار في ممارسة الكذب على البسطاء من الناس وطرح الأحلام اليوتوبية، لأن مردود ذلك وعاقبته لن تكون إلا سوءاً ونقمة وتراجعاً عن الثقة وميلاً إلى العزلة وعدم الرضا والقبول الذي نتحدث عن أهميته في ترسيخ الأمن والاستقرار، ومن أجل ذلك نقول للذين يحاولون قلب الحقائق أن الاستمرار في هذا الاسلوب عمل خارج عن نطاق الخير العام ومضر بالمصلحة الوطنية لأن المواطن اليمني يدرك أن ممارسته ليس لها من هدف عير المصالح الخاصة فقط وهو يرفض الميل إليها أو مساندتها على الإطلاق إن الفترة الحالية من الحياة السياسية شديدة الاحتياج لوحدة الصف والقبول بالآخر واحترام الارادة الكلية للشعب وعدم التفريط في الثوابت الوطنية والتخلي عن الادعاءات الوهمية والعودة لواقع الحياة والعمل على ايجاد الحلول العملية والموضوعية لمشكلاتنا عبر الحوار الوطني الشامل، لأننا جميعاً تحت المجهر وينبغي أن نكون عند مستوى المسئولية الوطنية بإذن الله.