إن قلت لا تقل غير الخير النافع للناس كافة، وإن فعلت لا تفعل إلا ما يقربك من الله، أما من يقل ما لا يقتنع به فإنه نفاق وزور وتقرب للشيطان، الغرض منه الحصول على منفعة أو مصلحة خاصة، ومثل ذلك القول فتنة بين الناس يشعل نارها من لا يدرك خطورة تزلفه وتدليسه على حساب الصالح العام، وأما من زاد على ذلك أفعالاً ترضى أهواء الشيطان فقد عاث في الأرض فساداً وجاء بفعله على الناس كافة. إن أخلاق المسلم الحق تمنعه من قول ما يرضي الشيطان، وتجعله أقرب إلى الله وأنطق بالصدق الذي فيه الفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة، لقد قرأت بعضاً من التزلف المنشور في وسائل الإعلام وأدرك أن البعض للأسف لم يستخد من مدرسة الشهر الكريم وأن قربه من أهوائه وسيطرة نفسه الآمرة بالسوء تقوده نحو البعد عن نيل المغفرة التي يرجوها كل مسلم ،وقد كنت وما زلت أتمنى من كل من يقدر على الكلمة أن لا يقول إلا خيراً يقربه من الله، وأن يطلق النفاق والتدليس من أجل خير الناس كافة وأن يكون إيثار الناس كافة مقدماً على إيثار النفس بالمكاسب الشخصية على حساب الصالح العام. إن مكارم الأخلاق تمنع صاحبها من ممارسة الإثارة وإنكاء الجروح، وتكفه عن تعريض الناس كافة للفتنة من أجل تحقيق مصالحه الخاصة ورغباته غير المشروعة، وقد بات لازماً على كل العقلاء والشرفاء أن يدركوا خطورة النفاق والشقاق، وينبغي أن يعملوا على إغلاق أبواب النفاق من أجل خير الناس كافة لأن نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح وما بني على باطل فسيظل باطلاً والله كفيل بإزالة الباطل، ولذلك ينبغي التركيز على الاستفادة من الثلث الثاني من الشهر الكريم لتشمل رحمة الله الجميع ويفوز بها من راجع نفسه وتغلب على هواها وعاند الشيطان وعاد إلى جادة الصواب والخير والصدق بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك