الانتقاد الواعي مرآة حقيقية للواقع ولذلك ينبغي العمل على جعل النقد البناء صورة للحياة اليومية لأن فيه تصويباً للممارسات وتوجيهاً نحو الأفضل، على اعتبار أن من يمارس النقد الهادف لايميل إلى هواه وقضاياه الشخصية بقدر مايكون همه الأول والأخير إصلاح الاعوجاج الذي ألحق الضرر بالحياة وأوقف عجلة التنمية ومزق الوحدة اليمنية . لقد قرأت وشاهدت وسائل الإعلام فلم أجد الوضوح والصراحة التي تخدم الوفاق الوطني ، وإنما وجدت التزلف والمجاملة والزيف في سبيل الحصول على الحظوة والمكانة والحفاظ على المصالح الخاصة ، وكان انتقادي لمن يمارسون ذلك الفعل الهزيل بشكل دائم ومباشر ، غير أنه في الآونة الأخيرة وجدت ماهو أخطر من ذلك ، وهو أن القائمين على تلك الوسائل في حكومة الوفاق الوطني قد مكنوا من لايؤمن بالنقد بقدر مايؤمن بأحادية الرؤية وبالتالي من لايجامله ويقول برأيه يسلط عليه سهام الغدر والخيانة ويشن عليه حروباً قد تصل إلى إباحة دمه وماله وعرضه وهنا مكمن الخطر . إن الإيمان بالصدق وتحريه من أعظم صفات المسلم الذي يلتزم الإسلام عقيدة وشريعة أما من يحارب الناس كافة لأنهم لايقولون برأيه فإن ذلك لاصلة له بالإسلام عقيدة وشريعة ، إنما عمل شيطاني عدواني لايقبل الحوار ولا النقاش وبات على العقلاء إدراك الحقيقة وفهم الواقع وتغليب الخير العام على المصالح الخاصة . إن الأنانية والذاتية واستغلال المسئولية ضد من يقول الحقيقة وينقد الممارسات التي لاتتفق مع مفهوم الوفاق الوطني عمل أشد خطورة ممن يقطع الطريق أو يظهر عداءه للدولة ، لأن ملاحقة الشرفاء والخيرين في حياتهم وأرزاقهم ملاحقة للصدق والأمانة وتثبيت للكذب والزيف والزور والبهتان ، فالحذر الحذر من هذه الممارسات الأشد خطراً على الوطن والمواطن ، والعمل على قبول الرأي والرأي الآخر بروح المسئولية الوطنية خدمة للدين والوطن والإنسانية بإذن الله .