من لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً لايمكن أن يؤمن جانبه، ومن يسعى إلى التلفيق وإثارة الفتنة ويستخدم الوسائل الشيطانية في غواية الشباب والعبث بعقولهم لايمكن أن يكون أميناً على المستقبل، ومن يحاول تكميم الأفواه وملاحقة أصحاب الرأي السديد لأنهم ليسوا معه ويعدهم ضده، لايمكن أن يكون أميناً على المستقبل ولايمكن أن يتحقق له الرضا والقبول الذي يكسبه الشرعية الضمانة الحقيقية للديمومة والاستقرار بأمن وأمان. إن المشهد السياسي الذي يتصف بمحاولة البعض فرض آرائهم، بل وأساليبهم العدوانية على المجتمع بالقوة لم يقبل التفرج والصمت من عقلاء الأمة، لأن الشباب الذين غرروا وعبئوا بأفكار خاطئة ومزيفة عبر انتقاء للمعلومات والمصطلحات والبينات الملفقة والمنسوبة إلى العلماء والحكماء لم يعد أمامهم غير ما قاله لهم أولئك الذين يسيرون الشباب، لأنهم حجبوا عنهم الصواب ومنعوا عنهم تلقي الجديد أو متابعة الأقوال المعتدلة، وفرضوا على أولئك الشباب أقوالاً وفتاوى نسبت إلى العلماء والحكماء وهم براء منها. إن المشهد السياسي من الداخل يدمي القلب ويجعل العلماء والحكماء والخيرين أمام قضية دينية ووطنية بالغة الخطورة، ولا يجوز السكوت على ما يتعرض له الشباب من التعبئة العدوانية الكيدية التي لا تتفق مع العدل والإنصاف على الإطلاق، ولذلك ينبغي القيام بواجب التوعية وتجديد اللقاءات بالشباب، وكنا قد حذرنا من خطورة ترك الشباب نهباً لأصحاب الأفكار الضالة وتجار الحروب وأصحاب المنافع الدنيوية، الذين باعوا دينهم وأخلاقهم بأغراض دنيوية لا تمت بصلة إلى جوهر الإسلام عقيدة وشريعة، وبناءً عليه فإن الشباب ضحية التعبئة الخاطئة والاطماع الدنيوية الزائلة فلا يجوز الاحتجاب عنهم من قبل العلماء والحكماء ولابد من بذل الجهد في سبيل إيضاح الحقيقة وعدم تركهم للضلال والزيف، وهنا ينبغي القيام بهذا الواجب الديني والوطني والإنساني المقدس بإذن الله.