يظل المتمترسون خلف الأوهام يمارسون أعمالاً لا يقبلها العقل البشري ولا يقرها دين ولا تعترف بها الأعراف، ويظل أولئك الواهمون في غرف مغلقة، لا يرغبون في غيرهم ولا يسمعون غير أصواتهم، ولا يقبلون برأي غير رأيهم المبني على المنكر. ولأن مثل هذه العناصر منغلقة على نفسها فإن القائمين على شئون تلك العناصر يظلون يغرسون في أذهانهم الحقد والكراهية ضد الآخرين ويحذرونها من الاستماع إلى الغير أو القبول بمحاورته ومجادلته ويعملون على عزل العناصر المغرر بها عن المجتمع، وبعد أن تملأ عقولهم بأفكار لاصلة لها بالصواب تقوم بتسييرهم وفق أهوائها، ونزعاتها الشيطانية وتحولهم إلى أدوات للهدم والتخريب والتدمير والقتل. ولئن كنا قد حذرنا مراراً وتكراراً من ترك الساحة نهباً للمتمترسين خلف الأوهام والأحقاد والكراهية، فإننا سنظل نحذر من ذلك وندعو كل المخلصين والشرفاء الوطنيين الغيورين إلى ضرورة القيام بواجب الحماية وتحصين الشباب، ومنع وصول أصحاب النزوات الشيطانية إلى شبابنا. ليدرك الجميع أن ما يحدث من خراب وتدمير سواء من أعمال التمرد أو الحراك الانفصالي أو الإرهاب القاعدي لا يقوم بها إلا الشباب المغرر بهم الذين تركناهم نهباً لأصحاب الأهواء والنزوات العدوانية الذين يستخدمون كل الوسائل في سبيل غواية الشباب والدفع بهم إلى المحرقة، وإن الواجب الديني والوطني والإنساني يحتم على أصحاب الضمائر الحياة القيام بدور الحماية وتفويت الفرصة على أعداء الدين والوطن والإنسانية. إننا لا نشك لحظة في أن الإهمال وعدم المبالاة والتراخي والتواكل والتكاسل كانت السبب في استفحال اخطار عناصر الحقد والكراهية الذين زرعوا الفكر العنصري وحاولوا النيل من الوحدة الوطنية وأساءوا إلى الدين الإسلامي الحنيف، كما أننا ندرك بأن بعض القوى الحزبية ذات العقائد العدوانية تغذي الإرهاب والتطرف وتصب الزيت على النار، وأن تلك التحديات التي ألحقت الضرر بالوطن تحتم على الجميع أن يتنبهوا لخطر المتمترسين خلف الأوهام الذين يستخدمون كل وسيلة شيطانية للوصول إلى غايتهم العدوانية وأن يتصدى لهم الجميع بإذن الله.