تبدي بعض عناصر الإرهاب والتمرد والإجرام تعنتاً يعبر عن حالة اليأس التي تعيشها هذه العناصر وعدم القدرة على التعايش مع الآخر. ولذلك كلما مدت إليها يد الخير ازدادت صلفاً وإصراراً على المضي في طريق الغواية الشيطانية، لأنها لا ترى طريقاً آخر للارتزاق بحكم الحالة النفسية التي تعاني منها عناصر الإرهاب والتمرد والإجرام. على اعتبار أن الوهم الذي تعيشه هذه العناصر قد تحول في عقولهم إلى واقع يصعب تغييره أو على أقل تقدير تعديله بما يخدم تلك العناصر في العودة إلى جادة الصواب وبما يمكنهم من التعايش مع الآخرين ويكونون مواطنين صالحين. إن المكابرة التي تبديها عناصر الإرهاب والإجرام نابعة من عدم الثقة؛ كون هذه العناصر قد تعرضت إلى غسيل دماغ وتعبئة فكرية في غاية الخطورة صوّرت لهم بأن المجتمع من حولهم عدو لهم. الأمر الذي دفعهم إلى ارتكاب جرائم دموية رسخت في عقولهم أن لا نجاة لهم إلا بالاستمرار في ارتكاب الإثم والعدوان وانتهاك الحرمات وقتل النفس المحرمة. والأكثر خطورة هو أن العناصر المغرر بها التي لا تدرك الأهداف الحقيقية لمن يدفعون بهم إلى الهلاك يعتقدون أنهم على حق وأنهم يواجهون أعداء الله والوطن حسب ما صوره لهم أصحاب المخططات العدوانية على يمن الإيمان. ولا يدرك هؤلاء المغفلون حقيقة الأمر إلا بعد أن يقعوا في الجريمة والإرهاب والعدوان؛ وعندها فقط يستيقظ أولئك المغفلون على واقع دموي أحدثوه وإرهاب ارتكبوه وتصفية جسدية فعلوها. وساعتها يعضون على أصابع الندم بعد أن رفضوا كل فرصة سنحت لهم لإنقاذ أنفسهم من عواقب ما هم مقدمون عليه من إرهاب وإجرام وعدوان. إننا رغم ذلك الصلف والعنت لا نكل ولا نمل من الدعوة إلى العودة إلى جادة الصواب، على اعتبار أن أولئك المغفلين قد وقعوا في شرك الغواية الذي نصبه لهم أعداء الوطن وأعداء الإنسانية الذين لا يروق لهم أن يروا اليمن في أمن وسلام ووحدة ووئام. وأن الواجب الديني والإنساني يحتم علينا واجب الدعوة إلى الخير والسلام، وسنظل كذلك بإذن الله.