لم يدرك بعض المتعاطين للعمل السياسي مسئوليته تجاه الوطن ، ولم يقدر خطورة ما يدعو إليه من العبث بالشارع ولم يعد يهمه المصلحة العامة للناس كافة، ولذلك نجده في حالة اندفاع ضد المصلحة الوطنية ، ويسعى للتقليد والمحاكاة، دون أن يكون لديه أدنى قدر من أمانه المسئولية أو الشعور بحيوية الضمير الإنساني، وأمثال هؤلاء الذين تعاطوا العمل السياسي دون أن يكون لديهم القدرة على معرفة الظروف المختلفة أو التنبؤ بخطورة ما يقولون لعامة الناس مثيرو فتنة، ينبغي تحذير الناس من خطورة الانجرار وراء ما يقولونه أو يدفعون البسطاء من الناس إلى فعله ، وينبغي على مؤسسات الدولة الدستورية القيام بدور التوعية وعدم السكوت على تلك الأفعال المضرة بالسكينة العامة، لأن التمادي في تحريض البسطاء من الناس واستغلال الظروف الاجتماعية والاقتصادية للإضرار بالمصالح العليا للوطن أمر مرفوض وعلى العقلاء في كل مكان الوقوف بجدية في وجه العابثين، أصحاب النزعات العدوانية المتشبعين بالحقد والكراهية، الذين يريدون نشر الفوضى وإقلاق الأمن وزعزعة السلم الاجتماعي. إن المشهد السياسي لبعض القوى السياسية يدعو إلى وقفة جادة من العقلاء والحكماء في كل القوى السياسية لمنع العبث الذي يتبناه البعض من الذين أصيبوا بحالة من الهوس ولم يعد في فكرهم غير استغلال الظروف وإشعال حرائق الفتن في ربوع الوطن الآمن والمستقر ، وتبديل نعمة الاستقرار والحرية إلى حالة من الفزع وعدم الاستقرار والفوضى، ولذلك ينبغي فضح نوايا هؤلاء الذين تعودوا النكاية بالمواطن والنيل من سمعة اليمن وسيادته وزعزعة السلم الاجتماعي من خلال التغرير بالبسطاء من الناس الذي لايدركون المعاني الحقيقية لمساعي تلك العناصر التي اعتادت الاتكاء على الخارج وتقديم الشكوى بالوطن إلى سفارات أجنبية دون ادنى قدر من الحياء أو محاسبة الضمير والشعور بالمسؤولية . إن المرحلة القادمة بحاجه إلى وثبة جادة من كل المخلصين والغيورين على الوطن من أجل توعية الجماهير بحقائق الأمور ومصارحتها بما يدور، ولا يجوز ترك الشارع نهباً للعابثين الذين يسعون إلى تسميم أفكار البسطاء من الناس واستغلالهم من أجل تحقيق مكاسب سياسية رخيصة لا صلة لها بالوطن والمواطن، ولا يجوز ترك الشارع دون توعية مسئولة من الكافة بروح وطنية وثابة ، لأن الذين يسعون لتخريب البلاد والعباد وإقلاق السكينة العامة يستغلون البسطاء من الناس لتنفيذ مآربهم العدوانية على الأمن والاستقرار، ولذلك ينبغي العمل بجد من أجل توعية الشعب وتحصينه ضد الاختراقات التي تمس الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية بإذن الله.