عندما تتضافر الجهود الوطنية في سبيل مواجهة التحديات؛ تظهر الصورة الحضارية والإنسانية للشعوب الحية، وتختفي الظواهر السلبية التي تشوه الحياة العامة، وتعكس صورة سالبة عن المجتمعات الحضارية والإنسانية. الأمر الذي يحتم على كل الغيورين في وطن الحضارة الإنسانية، يمن الحكمة والإيمان بذل المزيد من الجهود الوطنية والإنسانية في سبيل تحصين الشباب من العبث الفكري الذي يقود الشباب إلى المحرقة ويخلق حالة من الفزع وعدم الثقة في أوساط الناس نتيجة للتشوهات الفكرية التي يتعمد القائمون على إنتاج الفكر العبثي نشرها في أوساط الفئات العمرية المختلفة واقتيادهم إلى ارتكاب المذابح الجماعية وإلى جحيم النار التي تأكل الأخضر واليابس والتي لا تُبقي ولا تذر. إن الواجب الديني يحتم على العلماء والمرشدين والوعاظ القيام بدورهم وواجبهم في توعية الشباب وتحصينهم ضد الفكر العبثي وإيضاح المقاصد الشرعية بالاعتماد على جوهر الدين الإسلامي الحنيف، والسعي وبجدية باتجاه تفنيد الأفكار المسمومة، وبيان المبادئ الإسلامية، والتأكيد أن الدين الإسلامي قد حرم قتل النفس البشرية. كما ينبغي القول إن الإسلام يحترم الآخر ولا يقبل بأذيته أو الاعتداء عليه وبيان الكيفية التي تعامل بها الدين الإسلامي مع الآخر، وكيف وفر لهم الحماية واحترم حقهم في الحياة. وأعتقد أن هذا الواجب بات فرض عين على كافة العلماء القيام به، ولا يجوز ترك الساحة نهباً لأصحاب الأفكار العدوانية الذين يسيئون استخدام الدين الإسلامي لتبرير فكرهم الدموي الذي أنتج الإرهاب والقتل. ولئن كان أعداء الإسلام قد تمكنوا من استغلال الفاشلين وأعدّوا لهم العدة وجندوهم باسم الإسلام بهدف النيل من ديننا الإسلامي الحنيف، فإن الواجب الديني يفرض على الجميع عدم السكوت عن العناصر المغرر بها، ولابد من حوارهم والسعي لإقناعهم بجوهر الإسلام.. والوقوف إلى جانب الدولة في تطبيق الدستور ضد الخارجين عن الثوابت الشرعية التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف. ولابد من توضيح مغازي الشعارات التي ترفعها عناصر الإرهاب، وأن الهدف منها هو استغلال العاطفة الدينية للمغرر بهم؛ ليس لضرب العدو - كما يزعمون - وإنما لضرب الإسلام والمسلمين في كل مكان. وهنا لابد من الأخذ على أيديهم لإرجاعهم إلى جادة الصواب لحماية جوهر الدين وصون حرمة الدماء، ومنع الاعتداء واحترام العهود والمواثيق التي شدد عليها ديننا الإسلامي الحنيف الذي يرفض الغلو والتطرف والإرهاب.