إذا كان الواجب الإنساني يحتم على الجميع الوقوف بجدية ضد الإرهاب للحيلولة دون تنفيذ الأعمال الإرهابية الدموية, فإنه بدرجة أساسية يقع على علماء الأمة الذين ينبغي أن يثبوا وثبة واحدة في التصدي للإرهاب والأعمال الإجرامية, لأن تلك الأفعال الدموية والسلوك الإرهابي لاصلة لديننا الإسلامي الحنيف بها على الإطلاق, بل إن الدين الإسلامي قد حرم هذه الأفعال الإجرامية وشدد في العقوبة, ولذلك كله فإننا ندعو كافة العلماء والمرشدين والموجهين والخطباء وأصحاب الكلمة الصادقة والأمينة إلى وثبة إنسانية لمحاربة دعاة الفتنة والذود عن الدين الإسلامي, حيث إن عناصر الإرهاب تفعل كل ذلك باسم الدين الحنيف, وهو مايتطلب الوثبة المطلوبة من كل العلماء للدفاع عن الدين وإيضاح الحقائق, وبيان أن هذه الأفعال الإجرامية الدموية لاتمت بصلة إلى الإسلام والمسلمين, بل إنها ضد الإسلام والمسلمين وقد ألحقت الضرر بالإسلام والمسلمين في كل مكان. إن الإرهاب لادين له ولاملة ولايخدم فاعلوه إلا أعداء الدين الإسلامي الذين يتخذون من هذه الأفعال ذريعة لأذية المسلمين والنيل من الإسلام ووصمه بالإرهاب, الأمر الذي جعل من المسلمين في كل بقعة من هذا الكوكب عرضة للأذية والإهانة والتعذيب ومكن أعداء الدين الإسلامي من الإيغال في تشويه الإسلام وتصويره بما ليس فيه وإلصاق تهم الإجرام والإرهاب والقتل بأعظم الأديان قدسية واحتراماً للإنسان, أما على مستوى الاقتصاد الوطني فقد عطل الإرهاب عجلة التنمية ومنع الاستثمار وحال دون تقدم وازدهار اليمن, وبهذه النتائج المرعبة ألا يتطلب كل ذلك وثبة دينية وإنسانية من كافة العلماء؟ ثم ألم يكن السكوت على هذه الأفعال الشيطانية قد أعطى الفرصة لعناصر الإرهاب في التمادي لممارسة الفساد في الأرض؟ إن الواجب يجعل القيام بوثبة دينية للعلماء فرض عين لايجوز أن يقوم بها البعض ويتخلف عنها البعض الآخر, لأن الأمر قد بان وأصبح المسلمون والإسلام في خطر جراء هذه الأفعال التي لاتمت بصلة إلى جوهر الإسلام عقيدة وشريعة, وقد حان الوقت الذي ينبغي فيه القيام بالفرض بصورة واضحة ولم يعد مقبولاً التخاذل والتواكل على الإطلاق, وإذا قام الجميع بهذا الفرض فإن الإرهاب زائل ومنبوذ ولامكان له في يمن الإيمان والحكمة فإلى وثبة العلماء من أجل هذا الفرض بإذن الله.