الاجتهادات الفردية التي يبذلها الخيرون والشرفاء من أجل تعزيز السلم الاجتماعي وصوت الوحدة الوطنية وإنهاء مظاهر الفرقة ، ومنع إشعال نار الفتنة ينبغي أن تقابل بتضافر وتلاحم وتكاتف الجميع ولايجوز أن يقف البعض موقف المتفرج وهو يرى أفعالاً تخل بالوحدة الوطنية ويسمع أقوالاً تشعل نيران الفتنة وتقوي المناطقية والقروية ولايحرك ساكناً . إننا اليوم أمام مرحلة من أعظم مراحل الحياة السياسية تحتاج إلى بذل المزيد من الجهود لحماية الوحدة الوطنية من الاختراقات الفئوية والمناطقية والقروية التي نرى بعض عناصر الحقد والكراهية تروج لها ، دون أن تجد من يمنع ذلك أو يصوب الخطأ أو يوضح خطورة تلك الأقوال والأفعال على مستقبل أجيال اليمن الواحد الموحد . إن مسئولية الحفاظ على الوحدة الوطنية مسئولية جماعية وهي فرض عين لايسقط عن البعض إذا قام به بعض المجتمع وتركه البعض الآخر ، ففي اتصال رفيع لأحد الشرفاء في إحدى المحافظات قال بالحرف الواحد إنه لم يشعر بخطر المناطقية والنزعة العنصرية مثل ماشعر بها خلال الأيام الماضية أثناء تواجده لأداء مهمة وطنية ، وقال: الغريب أن الممارسات المناطقية والعنصرية التي أدركها لم تأت من صغار القوم أو بسطاء الناس ، بل جاءت من كبارهم الذين يقولون أمام الغير مالا يقولونه في تلك الأيام ، والذين يتظاهرون بروح غير ماشهدته خلال تلك الفترة ، وقال: ولكن الذي أزاح عن قلبي الغمة هو أن خرجت إلى الشارع لأسمع الناس وأرى ماذا يقولون فوجدتهم يقولون عكس مايقوله المخادعون والماكرون ، الأمر الذي بعث في قلبي الارتياح من جديد . إن إظهار الرحمة وكتمان العذاب من أشد الخطر الذي يهدد الوحدة الوطنية ، كما أن الظهور بصورة وكتمان الصورة الحقيقية ، لايمكن أن يستمر ولابد أن ينكشف أمر الذين يخادعون الله ورسوله والوطن ويعيشون على النفاق والكذب . إن التحلي بالصدق من أعظم صفات الإنسان المؤمن بالله رب العالمين، ولذلك أدعو الذين في قلوبهم مرض أن يعودوا إلى الله ، ويعلمون أن رضا الله أعظم من كل شيء في الحياة ، ولذلك ينبغي الإخلاص للواحد القهار والعمل من أجل تعزيز الوحدة الوطنية ومنع الظواهر المخلة بالوفاء والالتزام بما يعزز الوحدة الوطنية ويصون مستقبل الأجيال بإذن الله .