يبدو أن الجمود الفكري قد سيطر على بعض القوى السياسية وبعض القيادات وجعلها حبيسة التراجع الدائم ومنعها من التقدم في الرؤى بما يحقق الخير العام للوطن، بل الأكثر من ذلك أن بعض الرؤى التي تأتي من الأحزاب والتنظيمات السياسية لاتعبّر عن الرؤية الكلية للمكونات السياسية لتلك الأحزاب والتنظيمات السياسية، وتتعمد بعض القيادات التي في نفسها هو مناطقي أو عنصري أو نزعة انتقامية أو فكرية منحرفة عدم القبول بالمشاركة في طرح الرؤى إلا من الزاوية التي ترى تلك القيادات أنها تخدم فكرتها التي تسعى لهدم الوطن وتدمير القيم. إن الأفكار التي يطرحها البعض قد يكون ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، وهذا ما تعوّد الماكرون على اعتماده في تمرير ما يتفق مع أهوائهم غير المستقيمة، ولكن هذا الأسلوب لم يعد كذلك اليوم، بل وصل حد المجاهرة المطلقة وإظهار العذاب الواضح في الأطروحات مدعماً ذلك بالاستقواء المناطقي والعنصري وظن أن ذلك الأسلوب سيحقق الرضا والقبول بالإجبار ولم يدرك بأن الخيرين الذين طلقوا المصالح الخاصة وضحوا بها، بل وطلقوا الحقوق المقررة لهم إذا كانت لاتأتي إلا بالخضوع والإكراه على مالايخدم الوحدة الوطنية، لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام كل مايمكن أن يضر بالوحدة الوطنية أو يستهدف الدولة اليمنية المركزية القادرة والمقتدرة على فرض هيبة الدستور والقانون على كل ربوع الوطن الواحد الموحد بكل مكوناته الجغرافية والبشرية. إننا اليوم أمام مرحلة بالغة الخطورة يريد البعض ممن تمكن مرض المناطقية والعنصرية من قلبه أن يستغل هذه الظروف الغوغائية والفوضوية من أجل تمرير الأفكار الفئوية والمناطقية والعنصرية للتأصيل للفتنة، الأمر الذي سيؤدي إلى تحقيق أهداف أعداء اليمن وغير الراغبين في وحدته وأمنه واستقراره دون أن يدرك ذلك الخيرون، ولذلك وجب التنبيه لأخذ الحذر ودراسة المشاريع المقدمة في كل حزب وتنظيم سياسي بحذر وجدية مطلقة، لأننا في هذه المرحلة نؤسس ليمن جديد ينبغي أن يكون أكثر توحداً وتلاحماً بإذن الله.