سألني أحد الزملاء: ماذا تتمنى خلال هذه الأيام؟، قلت له: أتمنى أن تصحو قيادات أحزاب اللقاء المشترك ذات السجل الوطني من سباتها الذي طال أمده, وأعطى الفرصة لمن لا يدركون المعنى العملي والعلمي للحزبية. ولا يعرفون من دور للمعارضة غير الخراب والدمار وتثوير الشارع والاصطفاف العملي إلى جانب المخربين وقطّاع الطرق والقتلة والإرهابيين والمتمردين وكل من خرج على الدستور والقانون. لأن هذه الوضعية لأحزاب اللقاء المشترك غير مسبوقة في تاريخ الحياة السياسية في اليمن, بل إن الأسلوب الذي تعتمده تلك الأحزاب قد سبب الفتنة وزاد من اشتعالها وهي أفعال لا تتفق بأي حال من الأحوال مع ما ينبغي أن تقوم به الأحزاب المعارضة من أدوار وطنية تسهم في تحديث الممارسة الديمقراطية والتنمية الشاملة وتعزز الوحدة الوطنية وترسخ مبدأ الولاء الوطني في أذهان النشء من خلال التنشئة السياسية السليمة. إن تلك الأحزاب قد تخلّت عن دورها الدستوري والقانوني، ولجأت إلى لعب أدوار انتقامية، فحولت دور التوعية المستنيرة إلى التعبئة الهمجية والغوغائية, وسعت بأفعالها غير الدستورية إلى إعاقة التنمية. وهي من وجهة نظري أعمال استهدفت الوحدة الوطنية لا يقبل بها العقلاء من قيادات هذه الأحزاب الذين مازلت على يقين بأنهم الصوت الوطني الذي سينطق بالحق والصواب، ويوقف كل التصرفات الهمجية المثيرة للفتنة التي لا تقدّر عواقب تلك الأفعال المخلّة بمبدأ الحرية والتعددية ولا تتفق مع مبادئ الديمقراطية. ولئن كانت القوى المنفلتة داخل أحزاب اللقاء المشترك قد مارست كل صنوف التنكيل والتشهير بالوطن؛ فإن على القيادات الوطنية داخل تلك الأحزاب أن تقول كلمة الحق والصواب، وأن تجعل المصالح الوطنية العليا فوق كل الاعتبارات. وأن تجعل من اليمن أولاً، وتتجرد من كل الأهواء والنزوات، وأن تقول لدعاة القروية والمناطقية والطائفية والمذهبية: "لا وألف لا" وأن نتجه جميعاً إلى حمل أدوات البناء والتنمية بدلاً من السعي إلى الهدم والتدمير. نأمل أن يدرك كل ذلك الخيرون، وأن يعود المغرر بهم إلى جادة الصواب بإذن الله.