مع اطلالة العيد الوطني الخامس عشر لاعادة تحقيق وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية يقف ابناء اليمن وقفة إجلال واعزاز لقوافل الشهداء الابرار الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية والاستقلال واعادة تحقيق الوحدة المباركة وانهاء النظام الإمامي المتخلف المستبد في شمال الوطن والاحتلال الأجنبي الغاشم عن جنوبه. ومنذ انطلاقة الثورة اليمنية المباركة (26سبتمبر و14اكتوبر) في شطري الوطن كانت الوحدة اليمنية هدفها الأول، وكانت الحلم الذي تصبو اليه نفس كل يمني أدرك بأن الوحدة هي عنوان العزة والكرامة والقوة والشموخ، وهي الطريق نحو استعادة اليمن لمكانتها بين دول الاقليم وخطوة نحو تحقيق بناء الدولة اليمنية الحديثة التي تؤسس على مبادئ الديمقراطية والحرية والعدل. وشاء الله ان تنعم اليمن بقائد حكيم هو الرئيس علي عبدالله صالح الذي وضع وحدة اليمن هدفاً سامياً نصب عينيه، وعمل منذ بداية توليه الحكم على تعزيز مبدأ الوحدة الوطنية والحوار لتحقيق الوحدة المبدأ الذي فرض نفسه في مواجهة كل الأفكار المتطرفة والمنغلقة، وهكذا تحققت الوحدة بإرادة الشعب اليمني شماله وجنوبه وشرقه وغربه وحدة سلمية اندماجية وبقرار تاريخي من قيادتي الشطرين وعلى أسس تكفل قيام نظام ديمقراطي وتعددية حزبية، وحماية للحريات وحقوق الانسان ومشاركة فاعلة لنصف المجتمع في مسيرة الحياة وصنع التقدم للوطن. هذه المبادئ هي التي حمت الوحدة من تآمر المتآمرين في صيف عام 1994م، الذين حاولوا الانقضاض على الوحدة لأنها انعكست بالروح التي تعاملت بها القيادة الوحدوية مع كل من رفعوا السلاح ضد الوحدة، فاصدرت قرار العفو العام، والحرب لازالت مستعرة واعادت المغرر بهم الى مواقع عملهم ولم تحاسب الحزب الذي قاد المؤامرة، بل حصرت المؤامرة في اشخاص محدودين، وتم اصدار العفو عنهم لاحقاً لكي يعودوا الى رحاب الوطن مواطنين صالحين . كل ذلك جاء عن قناعة بأن اليمن ملك لكل ابنائه، وان سياسة التسامح والاستيعاب هي الوسيلة للحفاظ على الوحدة الوطنية ومواجهة الفكر المنحرف. والمؤسف ان هذا الرصيد الناصع البياض في التعامل مع كل من اساءوا للوطن لم يقابل الا بالنكران، ولم يجد القلوب المخلصة لليمن، والعقول المفتوحة على الحوار للوصول الى رؤى مشتركة والاتفاق على اسلوب عمل يمكن الجميع من ممارسة دورهم الوطني في اطار الدستور والقانون والقناعة بأن هناك ثوابت لايمكن المساس بها، والمتمثلة بالنظام الجمهوري والوحدة الوطنية والممارسة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. المؤسف أن لاتجد الدعوات الى الحوار السياسي للاصطفاف على قاعدة الثوابت الوطنية من اجل الوطن ومستقبل ابنائه آذاناً صاغية وعقولاً واعية تستلهم مصلحة الوطن اولاً قبل مصلحة الاحزاب والافراد مهما كانوا بل المحزن حقاً ان تقف بعض القوى السياسية لتدافع عن التطرف والتمرد والفتنة والخروج على الدستور والنظام والقانون كماهو الحال ازاء فتنتي التمرد في مران والرزامات التي قامت بها عناصر محدودة ضالة ومنحرفة بأفكارها المتخلفة ولاتمثل الا نفسها ولكن البعض للأسف يستهويه مشهد الحرائق المشتعلة ويريد الايغال في إثارة الفتن والاحقاد والكراهية بين ابناء الشعب الواحد، بل ويذهب ابعد من ذلك الى الاستقواء بالخارج ولو كان ذلك على حساب مصالح الوطن وسيادته واستقلاله، وبرغم كل ذلك يظل حلم القيادة السياسية كبيراً لأنه يدرك ان الشعب اليمني بمختلف شرائحه وفئاته وتوجهاته لن يقبل ان تعود عجلة التاريخ الى الوراء، ولن يقبل ان تحقق حفنة متمردة اهدافها في تهديد السلام الاجتماعي والوئام الذي عاشه ابناء الشعب اليمني عبر كل العصور، والذين جميعاً وقفوا دائماً في خندق واحد في مواجهة الامامة المتخلفة والاستعمار الاجنبي ودافعوا معاً عن الثورة والنظام الجمهوري، وعن الوحدة ورسخوا دعائمها معمدة بالدماء الزكية والتضحيات الغالية، فهل من المعقول ان يقبل وطني غيور على نفسه ووطنه ان يتحول هذا التوحد والإخاء الى خصام لأن حفنة صغيرة متعصبة عنصرياً انحرفت عن فهمها الصحيح للدين، وأرادت الانقلاب على النظام الجمهوري، مخلفةً فتنة في وطن عرف عن ابنائه روح المحبة والتسامح والقبول بالآخر والتعايش معه بسلام... ومن اليقين بأن هؤلاء القلة المنحرفة بأفكارها ومواقفها المعادية للوطن ونظامه الجمهوري لن تجد من ابناء اليمن الشرفاء الا الصد والمواجهة حتى تعود عن غيها وتختار الطريق الوحيد لممارسة حقها في التعبير عن رأيها بالطرق السلمية وبعيداً عن العنف والتخريب والارهاب والاحتكام للسلاح ووفقاً للدستور والقانون، وبعيداً عن فكر الغلو والتطرف والعنف ووهم التعصب الأعمى.. ومثل هؤلاء لن يفلحوا مهما فعلوا في شق الصف بين ابناء اليمن، لان الجميع في الوطن لن يفرط بوحدته الوطنية الراسخة، وبروح الاخاء والمحبة والتسامح الذي جبل عليها ابناء اليمن منذ فجر الاسلام مهما تآمر المتآمرون ومكر الماكرون.. ولجماهير شعبنا الف تحية وهي تعيش ابتهاجات عيد اعيادها الوطنية وللشهداء الابرار الذين فرشوا درب الحرية والاستقلال والوحدة الرحمة والغفران وللوطن الغالي المجد والشموخ والتنمية والديمقراطية وكل عام وانتم بخير.