لم يعد أمام الجميع بعد انطلاق الحوار الوطني الشامل غيرالتفكير في المستقبل، من أجل إحداث نقلة نوعية جديدة تبشر بإضافات نوعية في الحضارة اليمنية الإنسانية يكون للمتحاورين شرف التأسيس لانطلاقتها لنقدم نموذجاً جديداً للإنسانية يتسم بالصفح السليم الذي يعيد لمكارم الأخلاق مكانتها في مجتمع الإيمان والحكمة وتزول أحقاد وضغائن وفتن الماضي. إن إضافة لبنة جديدة في جدار الوحدة الوطنية يحتاج من المتحاورين إلى بعد النظر والتفكير في المستقبل بعمق، وعدم الانتشداد إلى الماضي أو التمترس خلف الأوهام والأحلام الصغيرة والتفكير بحجم اليمن الكبير الذي يعتز فيه أبناء اليمن كافة ويتساوى فيه الجميع وترتفع هامات اليمنيين أمام العالم. إن المستقبل الذي ينشده الخيرون لليمن ينبغي أن يكون خالياً من أمراض المناطقية والمذهبية والقروية تتلاحم فيه إرادات المكونات البشرية لتنصهر في الإرادة الكلية الجامعة والمانعة والموحدة ومن خلال الحوار الوطني الشامل يقوم المنتدبون عن الشعب بتقديم التنازلات خصوصاً الإرادات المتنافرة من أجل الوصول إلى الإرادات الكلية التي تحقق الخير العام للناس كافة. إن صناعة الأمس للمستقبل تحتاج إلى تجميع الإرادات المختلفة وتوحيدها وحسن قيادتها من أجل الوصول إلى القواسم الكلية التي يجمع عليها الناس كافة وتحقق الإرادة الكلية للشعب وتخلق الرضا والقبول أساس شرعية البقاء والديمومة ومجال الحركة والتطور الدائم. ولئن كان المتحاورون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل يدركون كل ذلك فإن عليهم التخلي عن الأحلام الصغيرة والولوج بثقة وهمة عاليتين إلى الأحلام الكبرى التي يكبر فيها اليمن ويستوعب أبناءه كافة أو تصان فيها السيادة المطلقة للدولة اليمنية ويكون لها مكانتها أمام الآخرين. إن مسئولية المتحاورين التاريخية أعظم مما يتصوره البعض من التصغير بل يزداد حجمها يومياً مع زيادة التحديات الداخلية والخارجية التي تهدد سيادة الدولة اليمنية وتهدد كيان اليمن ولذلك فإن على المتحاورين أن يدركوا كل تلك التحديات وأن يواجهوها ببناء الردع المانع الحامي للسيادة والقادر على الاستمرار والبقاء بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك