الجور الذي يمارس من قبل بعض القوى السياسية على المتحاورين في الموفمبيك يأتي في طريق الضلال والوهم الذي تعيشه تلك القوى, ويعبر بوضوح عن انعدام الرؤية الوطنية الاستراتيجية لبناء الدولة اليمنية القوية القادرة والمقتدرة, بل يقود إلى وضوح الرغبة لدى تلك القوى التي ركنت إلى الغير تسعى إلى تحقيق رغبات أعداء الوحدة وسلمت نفسها لهواها ومعبودها الوحيد وهو المصلحة الخاصة جداً التي أصبحت المعبود الوحيد من دون الله سبحانه وتعالى, وبذلك فإن المصلحة الوطنية التي تحقق الإرادة الشعبية الكلية لامكان لها في تفكير تلك القوى التي تحاكي الغير ولاتخضع لإرادة الشعب وتتكئ على الاستقواء بغير الوطن. إن المرحلة الراهنة في حياة اليمنيين السياسية من أشد المراحل خطراً على مستقبل أجيال اليمن, والسبب في زيادة حدة الخطورة هو ما يلمسه المواطن اليمني من تنافر القوى السياسية وتباعدها عن بعضها البعض, وغياب النية الحسنة لدى الأطراف التي تحالفت في 2011م ومثلت أمام العالم بأنها أرواح مؤتلفة في جسد واحد وخدعت البعض بتلك النعمة الرنانة, والتي كنا نقول بأن هذه القوى المتحالفة لايجمعها قاسم مشترك يجسد الإرادة الشعبية على الإطلاق, وأن الذي جمع كل تلك القوى المتنافرة والمتناحرة خلال تلك الفترة هو إسقاط النظام وتدمير البلاد والعباد فقط, وقد سقط القناع الذي استطاعت به تلك القوى التغرير على البعض من الداخل والخارج وظهر نية المكر والغدر بالشعب ومقدراته. لقد راهنا خلال الفترة الماضية على الإيمان والحكمة والعقل وخاطبنا العقلاء في كل القوى السياسية بضرورة منع الضرر والاتجاه صوب استكمال بناء الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام والقانون وسيادة الدستور على كل المكونات الجغرافية والبشرية للجمهورية اليمنية, وما زلنا نراهن على الحكماء والعقلاء لإنقاذ البلاد من العبث الذي طال السيادة والدستور والقانون, وعم الوطن كله ودافعنا إلى ذلك كله حب الوطن الذي بات في شرايين دمائنا ونبض قلوبنا, ولأن الوطن اليمني الواحد والموحد هوية وسيادة وكرامة فإننا على يقين بأن الحكماء والعقلاء والنبلاء من أبناء اليمن لايمكن أن يتركوا الدولة تنهار, ولأن بقاءها وقوتها ووحدتها عز وكرامة لكل أبناء اليمن الواحد والموحد بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك