المنتفعون لا يهمهم الوطن ومصالحه العليا على الإطلاق، بقدر الاهتمام بمصالحهم ومنافعهم الخاصة على حساب الوطن اليمني الكبير، ولأن الهم الشاغل للمنتفعين هو المصالح الخاصة فقد دفعهم ذلك إلى إعداد تبريرات مخزية ومتناقضة لا تمت إلى الحقيقة بصلة، ويظن أولئك المنتفعون أن الشعب جاهل ولا يدرك الحقيقية، وهذا عيب فاضح يضاف إلى عيوب ذلك البعض الذي أوغل في الضحك على الناس. إننا اليوم أمام تحدٍ حقيقي وليس وهميًا على الإطلاق ، ولذلك ينبغي اعتماد الصدق والبعد عن التبريرات التي تحتقر العقل وتستهين بالشعب، لأن هذا الأسلوب العقيم يستهجنه الشعب ويمقته ويجعل الثقة تتبدد يومياً، وبناءً عليه أقول: يكفي إسرافاً في تبرير الفشل ومدوا أيديكم إلى جميع أبناء الشعب لتتشابك من أجل إعادة بناء اليمن وحماية سيادته، لأن الوطن محتاج إلى كل أبنائه ولا يغرنكم الغرور، فالصدق والتعاون الجماعي طريقنا نحو عزة اليمن ومجدها بإذن الله. البعض من القوى السياسية التي تحمل أفكاراً ما أنزل الله بها من سلطان وتجعل الدين وسيلة وليس غاية أفلست في أقوالها وأفعالها، وهذا الإفلاس ليس خلال الأزمة السياسية الراهنة ولكنه من اللحظة التي أدركت كل تلك القوى أنها فشلت في كسب ثقة الناخبين في الانتخابات النيابية والمحلية، ولأن الفشل ناتج عن قصور في فهم الحياة السياسية وعدم معرفة أن السياسة هي فن الممكن، وأن السياسة تدبير شئون الحياة وأن السياسية تغليب الصالح العام على المصالح الخاصة والضيقة، وأن السياسية الشرعية حماية الدين وسياسة الدنيا به، ولأن تلك القوى المتنافرة وغير المتفقة لم تدرك كل ذلك لأنها لا تعرف إلا أنها تختلف مع الآخر من أجل الاختلاف فقط، ولذلك فشلت ولم تستطع أن تفي بالحد الأدنى من الالتزامات. المضحك والمبكي في نفس الوقت أن حالة الإفلاس التي وصل إليها ذلك البعض قد دفعته إلى أن يترك أمره بيد غيره، الأمر الذي جعل الشارع اليوم يستعيد الأقوال السابقة التي تغنى بها ذلك البعض ويقارنها مع الأفعال اليوم، وهو ما جعل المواطن يتندر في كل مكان بنتائج تلك المقارنة التي تبعث على الخزي والعار، ولأن ذلك البعض الذي أسرف كثيراً في القول غير السديد غير قادر على الرد الحكيم والسليم فقد ترك أمر ذلك إلى مجموعة لا تفقه السياسة.