إن الفكر السياسي المستنير هو الذي يقود صاحبه إلى خدمة الأمة، وتقديم النافع والمفيد، ولا يجوز أن يسخر الفكر السياسي لما يمكن أن يحدث أثراً خطيراً على الأمة، وقد علمتنا تضاريس الحياة ومتغيراتها أن كل شيء في الحياة الإنسانية زائل والدوام وحده لله الواحد القهار، ولذلك ينبغي أن يكون أصحاب الفكر السياسي مصدر تنوير الأجيال فهم الشموع التي تحترق من أجل أن تضيء دروب الآخرين. إن الدافع للمقدمة أعلاه اطلاعي على بعض الإثارات المناطقية والقروية التي يحاول البعض الترويج لها في سكوت المستنيرين الذين لديهم الإدراك الكامل بخطورة ذلك الاتجاه الذي يقزم اليمن، ويزرع الفتن، ومن أجل ذلك أدعو المفكرين والباحثين عندما يتناولون قضايا الوطن الجوهرية ان يكون لديهم انحياز لوحدة الوطن وأمنه واستقراره، ولا يجب ان يسمحوا لمن في نفسه مرض أن ينال من ذلك الاتجاه الديني والوطني والإنساني، لقد حضرت أحد الفعاليات ذات العناوين المثالية في غرس روح الولاء الوطني والانحياز لوطن الثاني والعشرين من مايو 1990م، ولكن حس الباحث والمفكر مرهف وشديد التأثر بالإجراءات غير السوية، فقد لاحظت منذ اللحظة الأولى لذلك الحضور أن هناك طرفاً يدعي البطولات الوهمية ويسعى إلى الإساءة إلى الآخرين، دون أدنى قدر لاحترام مفهوم الوفاق الوطني الذي أعده في هذه المرحلة مقدساً لأنه حقن دماء اليمنيين كافة. إن مثل تلك التصرفات التي بعضها قد يحدث عفوياً وهو النادر والبعض الآخر مقصود ومتعمد، ويظهر لدى من لا يهمهم الوطن بقدر ما يهمهم مصالحهم الذاتية الضيقة، وبناء عليه أرجو أن يكون الجميع عند مستوى المسئولية الوطنية التي تجنب البلاد والعباد مزالق الانحراف عن الخط السليم، وأن لا نسمح لمن يريد تعكير الحياة السياسية، وأن يكون الجميع على مستوى عال من المسئولية الوطنية من أجل مرحلة جديدة تضيف المفيد والجديد المتنوع لإبداعات الإنسان اليمني الحضارية بإذن الله.