إن إعادة اعمار الوطن وإعادة تأهيل الإنسان فكرياً يحتاج إلى العقول المستنيرة التي تغلب المصالح العليا للبلاد على المصالح الضيقة، وتسمو بأفعالها وأقوالها فوق الجراح، العقول التي فكرت في الآخرين على ذواتها، العقول التي آمنت بقدسية التراب اليمني، وجعلت همها الأول والأخير سلامة اليمن الأرض والإنسان والدولة، وتجاوزت كل المحن. إن إعادة إعمار اليمن لا يحتاج أصحاب الأحقاد الراغبين في الانتقام من الآخر على حساب الوطن والمواطن والدولة، لأن المرحلة الراهنة بكل تفاعلاتها تعطي مؤشراً عملياً يبرهن على أن أصحاب الكيد ودعاة الانتقام هم أنفسهم الذين تسببوا في معاناة الشعب، وهم اليوم من يحاولون إعاقة الحياة وتسميم الوفاق الوطني. إن يمن اليوم لا يحتاج لمن يحاول صب الزيت على النار وتأجيج الفتنة وإذكاء أوارها، وإنما يحتاج إلى من يقول كلمة سواء تجمع الناس على الخير والمحبة والتسامح، ومن يفعل الخير من أجل وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م، أما الذين يتغنون بالانتقام فإن أولئك لا يهمهم وطن أو يمن آمن ومستقر وموحد بقدر ما يهمهم الشقاق والنفاق وإثارة الفتنة ليخلقوا لأنفسهم بطولات وهمية. إن الأزمة السياسية بكل تداعياتها الكارثية قد حققت فرزاً عملياً جعل المواطن البسيط والعادي يدرك من الذي يهمه الوطن وأمنه واستقراره ووحدته، ومن الذي يزايد على الوطن من أجل الأحقاد الشخصية، فإلى هنا ويكفي عبثاً واستهتاراً بعقول الناس وليمض الجميع باتجاه الوفاق الوطني من أجل أمن واستقرار ووحدة اليمن الواحد الموحد بإذن الله.