لا يصح أن تترك ساحة الفعل الوطني خالية من الفعل التوعوي الذي يبصّر الناس بأمور دينهم ودنياهم, ولايجوز مشاهدة قوى حزبية تحاول مسخ الهوية الوطنية دون أن يحرك الخيرون ساكناً, وليس من الوطنية السكوت على من يفعل المنكرات ضد الوحدة الوطنية ويثير الفتنة ويذكي نيرانها في كل مكان وجد فيه, فكلما تحدث الشباب عن الوحدة هب في أوساطهم من يحبط أعمالهم ويدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور ويذكر كل سيئة وخطيئة ويعممها ويمحو كل حسنة, وينكر كل منجز عظيم, ويعظم في عيون الشباب فعل القتل والتشريد ويزين الجريمة والتمرد والإرهاب, ويحيي العصبية الجاهلية والمناطقية والقروية ويشيع المذهبية والطائفية, ويحقر الوحدة والتوحد ويقزم الوطن ويزرع الفرقة ويقاوم التوحد, ويقوم بذلك العمل الإجرامي أمام الناس جميعاً ولا ينكر عليه أحد, بل إن البعض قد انخدع بأساليب الطرح التي انطوت استغلال حاجة الناس والاستفادة من بعض الأخطاء. وإننا ونحن نحتفل بالعيد العشرين لإعادة لحمة الوطن الواحد وقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م مسئولون مسئولية كاملة من أجل مواجهة مروجي الحقد والكراهية ومشعلي نيران الفتنة كل من موقعه, وذلك واجب ديني ووطني مقدس وهو فرض عين على الكافة القيام به, وعدم ترك الساحة مفتوحة أمام دعاة العنصرية والحقد والفتنة, وينبغي التحذير من الانخداع أو الانجرار خلف أولئك الذين يستغلون بعض الأخطاء الفردية الذين يعملون على تضخيمها وتكبيرها بهدف الإضرار بالوطن, وينبغي أن يكون كل فرد في المجتمع على درجة عالية من اليقظة والوعي من أجل التصدي لكل من يحاول أن يدس السم في العسل, وينبغي أن ندرك أن الذين تعودوا على العنف والإرهاب والقتل والسحل والتصفيات الدموية لايمكن أن تكون نياتهم حسنة, وأن نتعامل معهم بالحكمة والموعظة الحسنة والرد عليهم بمسئولية وبالحجة المقنعة, وعندما يكون كل فرد على نفس المستوى من الحس الواعي فإنه بذلك يكون قادراً على فضح مغازي ومرامي مروجي الفتن ومشعلي الحرائق. إن على الذين لم يدركوا مرامي وأهداف الحاقدين على الوحدة الذين يحاولون إحباط الشباب بأن فعلهم ذلك دليل على أن الاحتفالات الشبابية في كل أرجاء الوطن اليمني الكبير قد أغاظتهم وأسقطت مشاريعهم العدوانية, و لذلك لجأوا إلى التقليل من أهمية الاحتفال بالعيد العشرين للجمهورية اليمنية فاحذروهم, واستمروا في إظهار الابتهاج بالعيد العشرين, وليمت الحاقدون بغيظهم بإذن الله.