إن مرحلة التهيئة للحوار الوطني تبدأ من الأسرة والشارع والمدرسة والمسجد والمقايل والجامعة وكل تجمع مهما كان بحيث يصبح الكافة منشغلين بهم واحد تتوحد فيه اللغة وتنتهي مفردات الحقد والكراهية، بمعنى أن الخطاب الذي يسود هو خطاب الحوار الوطني الذي يتمتع بروح المشاركة الفاعلة بعيداً عن الرفض والاقصاء والتهميش، ثم التهيئة للحوار ينبغي ان تنطلق من وسائل الإعلام الرسمية التي ينبغي ان تكون جملة وتفصيلاً منحازة للمصالح العليا للوطن بعيدة كلية عن نبش القبور وفتح جروح المجتمع. إن توحيد الخطاب الإعلامي والارشادي والسياسي وإيجاد ضوابط ومحددات لكل ذلك أمر بالغ الأهمية باتجاه إنجاح الحوار، أما القول بالحرية الثورية وإطلاق العنان لجنون الحرية الثورية فإن ذلك سيستغل من ضعفاء النفوس ومرضى القلوب وأصحاب القضايا الشخصية وتجار الحروب وصناع الفتن الذين لا يهمهم وطن ولا يعترفون بدولة ولا يؤمنون إلا بمصالحهم الذاتية وتحقيق الرغبات الشيطانية وسيكونون أدوات عدوانية تسمم أجواء الحوار من خلال الإثارة ونبش القبور والادعاءات الثورية افتعال البطولات الوهمية واسقاط فشلهم في الحياة باسم الحرية الثورية الممزقة للحياة السياسية والاجتماعية والمعمقة للحقد والكراهية والمشعلة لنار الفتنة. إن الالتزام بالثوابت الدينية والوطنية والانسانية بات فرض عين على الكافة ولا يجوز السماح للغة الفوضى والهمجية ان تبعثر الوفاق الوطني وتشوه التسوية السياسية باسم الادعاءات الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. إن مرحلة الحوار الوطني تحتاج إلى لغة العقل والمنطق والحكمة ذات الابعاد الدينية والوطنية والإنسانية التي تأخذ في الاعتبار ان الحوار يؤسس للأجيال القادمة وأن الاجيال أمانة في اعناق الناس جميعاً، ولذلك ينبغي ان يكون الخطاب الإعلامي والسياسي والديني ملتزماً للوطن ووحدته وأمنه واستقراره وأن يتحمل المنتدبون للحوار أمانة المسئولية ويتحرروا من كل المؤثرات السلبية وأن لا يسيطر على عقولهم غير بناء وتجميع القدرات والامكانات اليمنية من أجل الحفاظ على يمن واحد موحد قادر على حماية نفسه بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك