قرأت بعض الكتابات الشيطانية التي مازال البعض ينبش القبور فيها، ومازال البعض في التقليد والمحاكاة، ومازال البعض يؤمن بالتلقين والإملاءات، فآثرت البعد عن ذلك الشطط وأتجنب قراءة الثوريات المجنونة المثيرة للأحقاد والمملوءة بالكراهية والمبطنة بالعصبية والمشحونة بالافتراءات والمنقولة حرفياً من حقد الآخرين وكراهيتهم ورغبتهم المطلقة في تدمير القيم الدينية والوطنية والإنسانية، والقضاء النهائي على مفهوم الولاء الوطني واستبداله بالحقد والكره وإشعال نيران الفتنة في كل شبر من تراب الوطن. إن الإصرار على تقليد الآخرين في إثارة الفتن وإحياء الجاهلية لم يكن من صفات اليمنيين الأوائل مطلقاً، ولم يقبل اليمنيون على مر التاريخ إلغاء عقولهم التي وهبهم الله إياها، ولم يرض اليمنيون بأن يفكر لهم الآخرون ويسيرونهم وهم مجرد أدوات تحرك من الغير دون أن يكون لهم من الأثر شيئاً، ولم يقبل اليمنيون بالتقليد والمحاكاة للغير مهما كان ذلك الغير وإنما كان لهم فكرهم المتميز النابع من واقع حياتهم وظروفها المختلفة. وقد جعل اليمنيون هذا التميز عنوانهم ومرجعية تاريخهم المليء بالإبداعات الإنسانية التي شهد بها القرآن الكريم والرسول - صلى الله عليه وسلم - وكذلك الكتب السماوية الأخرى والسير والتاريخ القديم. إن الشعور بالنقص الذي يعاني منه البعض ويردد مقولات الآخرين ولا يعرف تاريخ اليمن واليمنيين الناصع دليل على جهله وضياع عقله الذي وهبه الله واستسلامه لمجموعة من الخادعين الذين يقولون ما لا يفعلون، ومكنهم من عقله، فمسحوا قيم الولاء لله ثم الوطن واستبدلوه بالولاء للشيطان، ومسحوا مفهوم الوطن واستبدلوه بالمادة، وهكذا حتى بات مجرد آلة تسير من الغير، لا تعقل ولا تفكر غير ما تمليه الخديعة والمكر المبين. إن المشهد السياسي الذي نراه اليوم في ساحة الفعل الوطني تجلت فيه الصورة الوطنية المطلقة المتحررة من الإملاءات المفروضة من خارج حدود الوطن، وبدأ الكثيرون ممن خضعوا فترات طويلة لتعبئة عقولهم بالأفكار العدوانية التي نالت من هويتهم الوطنية والدينية والإنسانية، وجعلت منهم أدوات عدوانية لتنفيذ مؤامرات التمزيق والتشتيت والتفرقة والنيل من تاريخ اليمن الكبير بالعودة إلى جادة الصواب، فلم يعد يغرهم القول المخادع والفعل المخالف، وبات الوطن عندهم اليمن بكل مكوناته الجغرافية والبشرية وليس الوهم الذي حاول الحاقدون إلغاءه من فكرهم؛ من خلال التأثير على مفهوم الولاء الوطني. ولذلك فإن مؤشر العودة إلى الوطن والإيمان بقدسية التراب اليمني عودة إلى الجذور والأصالة والتميز والإبداع بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك