في اتصال هاتفي من المهجر مع أحد المغتربين نقل إلي استياء أبناء اليمن في المهجر من الخطاب الإعلامي والديني المثير للفتنة الذي تبثه بعض قنوات الفتنة وقال بأن خطاباً كهذا لايمكن أن يحقق الرضا والقبول ، ولايمكن أن يزرع غير الفتنة ولايخدم غير أعداء الدين والوطن ولايقبل به الشعب اليمني الحر الذي ثار في 26سبتمبر و14اكتوبر عامي 62/1963م ضد الجهل والمرض والاستعباد ، وطرح المغترب الكثير من المصطلحات المستخدمة في ذلك الخطاب المستهجن والذي لايعبر عن الأصالة والنخوة التي عُرف بها اليمنيون عبر تاريخهم السياسي المليء بالمجد والعزة والشموخ لقد لمست من الأخ المتصل حرصاً وغيرة وإدراكاً واعياً من أبناء اليمن المغتربين في كل أرجاء العالم وهذا ليس بغريب على أبناء اليمن في الداخل والخارج فهم جسد واحد بألمهم من الخطاب المستفز المثير للفتنة والذي يقلق حياتهم ، ويولد في نفوس الجميع عدم الرضا والقبول بذلك الطرح الذي يسعى إلى إشعال نار الفتنة خدمة لأعداء الدين والوطن والإنسانية ، وقد حذرنا كثيراً من هذا الاتجاه الخطير وقلنا في أكثر من مناسبة أن خطاب الحقد والكراهية لايولد إلا حقداً وكراهية ويعمل على تمزيق وحدة الوطن . إننا اليوم أمام مرحلة جديدة هي مرحلة الوفاق الوطني وقد تجاوز اليمنيون بالانتخابات الرئاسية المبكرة الفوضى العارمة التي خطط لها أعداء الدين والوطن والإنسانية وبات على اليمنيين جميعاً الكف عن استخدام المصطلحات الثورية التدميرية ولايجوز ادعاء البطولات الوهمية وينبغي التركيز على مفهوم الوفاق والمضي قدماً من أجل تنفيذ ماتبقى من المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة بدلاً من الإثارة والكبر والغطرسة والأنانية والتباهي بالكذب والزور والبهتان أياً كان . إن المرحلة الحالية بحاجة إلى خطاب إعلامي وسياسي وديني يعزز مفهوم الوفاق الوطني ويتجاوز الثورية والفوضى المدمرة ويجسد روح الولاء الوطني ويصون الوفاق ويخلق التسامح والألفة والمحبة بدلاً من خلق النعرات القروية والمذهبية ، ولذلك على العقلاء الذين وصلوا مع المؤتمر الشعبي العام إلى مرحلة الوفاق الوطني أن يدركوا أن الذين يؤججون الوضع ويؤزمون الحياة السياسية ليس في قلوبهم وعقولهم غير المرض ، ولايجوز السكوت على ذلك لأن الوطن أعظم من تلك الترهات ، وليدركوا بأن هؤلاء وأمثالهم يسيئون للدين والوطن والإنسانية ولذلك أدعو الكافة إلى الحذر من الخطاب المستفز والبعد عن المكايدة من أجل يمنٍ آمن ومستقر وموحد بإذن الله .