الحوار الذي لاتسوده روح الوفاق الوطني ولايعتمد مبدأ المساواة ولايحترم الرأي الآخر، بدون شك لايكتب له النجاح، وإذا دخل المتحاورون بروح المأزوم والتنكر للأمر ومحاولة إقصائه والبحث عن المثير للفتنة في استخدام مصطلحات الفوضى والغوغائية في الحوار بالتأكيد النتيجة ليست في صالح الوطن. قال أحد الشباب المستقلين: إن الحوار الذي يراد له النجاح ينبغي أن يكون مع أصحاب الحقوق الدستورية والقانونية وليس استبعادهم من الحوار واللجوء إلى حوار المتحزبين أصحاب المنافع الذين كانوا سبب الأزمة السياسية ونكبة الحياة والبوقة على النعمة والخروج على الدستور والقانون نتيجة لفشلهم في المشاركة السياسية الفعلية وعدم قبولهم بالتعددية ورفض الشعب لهم جراء ممارساتهم العدوانية على الإرادة الكلية للشعب بعدم قبول الانتخابات كوسيلة وحيدة للوصول إلى السلطة أو المشاركة فيها . نعم كان حديثه معي حاداً مشحوناً بالإحباط وخيبة الأمل ، وكلما حاولت أقاطعه يقول بالحرف الواحد اسمعوا مننا ..كفى.. سمعناكم كثيراً فهل آن الأوان لتسمعوا همومنا وقضايانا الدستورية والقانونية ، أم أنكم ذاهبون صوب المزايدين والنفعيين الذين لايريدون للوطن السلامة والمواطن الحياة؟ . إن على القائمين على الحوار أن يدركوا بأنهم في ظل وفاق وطني شامل جامع ليس فيه منتصر ومهزوم ، ولذلك لايجوز التعالي على المستهدفين من الحوار المستقلين بدرجة أساسية ، لأنهم أصحاب قضايا حقوقية ودستورية وقانونية ، أما المتحزبون فاعتقد أن الأحزاب كفيلة بإقناعهم وحل مشكلاتهم ولا أعتقد أن لديهم قضايا حقوقية بقدر ماهم مدفوعون من أحزابهم، ولذلك فإن على القائمين على الحوار عدم النفخ في النار من خلال استخدام المصطلحات الثورية وأن يدرك الجميع مفهوم الوفاق الوطني الذي تجاوز الفتنة وأن يعمل الجميع في هذا الإطار الوطني الجامع الشامل بإذن الله .