إن الرسالة التي ينبغي أن يحملها حملة الأقلام الوطنية هي رسالة المحبة والوئام والتراحم والتكافل؛ من أجل إعادة بناء جسور الثقة والاتصال والتواصل بعيداً عن المناكفات والمزايدات والامتناع المطلق عن المجاملة والتدليس، من أجل الحصول على المنافع الشخصية؛ لأن أمانة الكلمة وعظمة قول الصدق من أعظم صفات الإنسان المسلم، ولذلك فإن واجب الصيام والقيام يفرض على الكافة التجرد المطلق من كل المؤثرات النفعية الدنيوية والارتباط المطلق بالله رب العالمين. إن السعي المتفاني من أجل الحصول على رحمة رب العالمين في الثلث الأول من شهر رمضان الكريم لا يأتي بالابتعاد عن قول الحقيقة وتقديم النصيحة وإسداء الرأي الموضوعي السليم بل يأتي من خلال الالتزام المطلق بقول الحقيقة وتقديم النصيحة والرأي الموضوعي والعلمي بأمانة وإخلاص لله أولاً ثم للوطن والناس كافة؛ لأن هذا السلوك هو الطريق الذي يؤدي إلى إزالة آثار الفتنة والفجور، ويقود إلى خيري الدين والدنيا معاً، ويمهد لإعادة جسور المحبة والوفاء بين أبناء المكونات البشرية المختلفة في وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م. كما أن الإصرار على رأى العبث والادعاءات الوهمية والمزايدات الكيدية لا تؤدي إلى خيري الدين والدنيا بقدر ما تزيد الفرقة وتشعل نار الفتنة وتباعد بين أبناء المجتمع وتشتت شمل الأخوة وتمزق الروابط والأواصر، ويطغى فيها نفير الكراهية والأحقاد، ويصعب فيها بناء جسور الثقة، وينعدم خلق الوئام والتكافل. لقد أشرت في أكثر من موضوع إلى أهمية التخلي عن التمترس خلف الأحقاد والرغبة في الانتقام، وقلنا: إن ذلك لا يخدم الوحدة الوطنية، ولا يمثل صواب القول والفعل بقدر ما يبث سموم القهر والفرقة، ولذلك ينبغي أن نكرر هذا النداء من أجل أن نصل إلى رحمة ربنا بنا جميعاً في الثلث الأول من شهر رمضان، ونستعد لولوج الثلث الثاني لنفوز بالمغفرة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك