لم أكن مبالغاً عندما أصر على النصح المفيد النافع للناس كافة، لأن الإصرار على الاستمرار في إسداء الرأي الأقرب إلى الصواب وتقديم النصح النافع للناس كافة رسالة دينية ووطنية وإنسانية ينبغي القيام بها كلما تطلب الأمر، ولا يجوز اليأس أو الاعتقاد بأنه لا أحد يسمع نصحك، لأن مسئوليته تكمن طرح مالديك من المفيد النافع للناس كافة، ولست مسئولاً عمن يصم آذانه أو مستهين بذلك، ومادمت ترضي ربك ومعتصم بحبله جل شأنه، فلا عليك مما هو دون ذلك، ومن أجل ذلك فإن الاستمرار وعدم اليأس أو بالغ الأهمية لاعتقادي الإيماني الراسخ أنه مع المدى يقطع الحبل الحجر. إننا على مقربة من نهاية الثلث الأول من شهر رمضان الكريم وأشعر بالسعادة الإيمانية وأرى بركات رحمة رب العالمين تنزل على كل الخيرين والإنسانيين، ويظهر ذلك من خلال العلامات على وجوههم وقوة إيمانهم بمبدأ الأخوة والتكافل الاجتماعي، وإصرارهم المستمر على الحفاظ على الوئام والسلام الاجتماعي الذي ينشده المجتمع. إن استغلال ما تبقى من خير الثلث الأول من الشهر الكريم والاستعداد إلى الانتقال إلى خيرات الثلث الثاني من الشهر الكريم، ولذلك يجب سرعة المبادرة إلى فعل الخير العام الذي يخدم المجتمع ويعزز تماسكه وترابطه ويقوي أواصر الإخاء والمحبة ويمد جسر الاتصال والتواصل ويمنع القطيعة والفرقة ويدفع باتجاه التكافل والتراحم والتناصح، وهذه أمور ليست بالصعبة بل هي سلوك الإنسان المسلم حقاً التي ينبغي أن يمارسها يومياً طوال حياته. إن الدعوة للاستفادة من مدرسة شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ستظل دائمة ومستمرة ولن نيأس أو نكل أو نمل، لأن ذلك الفعل رسالة دينية ووطنية وإنسانية، وأرى أنها أقل ما يمكن أن يقدمه الإنسان لمجتمعه، وبناءً عليه ينبغي تأكيد تلك الدعوة والالتزام بها لكي نحقق خير الدنيا والآخرة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك