للأسف الشديد نجد بعض القوى السياسية لا تقيم للأخلاق في تعاملها وزناً ، ولا تقدر الوطن حق قدره ، وتبرهن يوماً يعد آخر بأنها قوى نفعية لا تهتم إلا بالمصالح الذاتية الضيقة ، ولا مكان للمصالح الوطنية في تقديراتها وحساباتها ، بل والأكثر من ذلك أنها تبرهن على أنها انتهازية خالصة تجردت من قيم الولاء لله ثم الوطن والثورة والوحدة ، وأصبح الولاء من منظورها للمصلحة الخاصة والخاصة جداً وقد برهنت الأحداث الجسيمة التي مر بها الوطن على ذلك التوجه المخيف لذلك البعض من القوى السياسية النفعية . إن حادث جامع النهدين من أكثر الجرائم الإرهابية بشاعة وأعظمها خطراً على الوطن والدين لأن المدبرين والمخططين والممولين والمنذفين استهدفوا إسقاط الدولة اليمنية وإغراقها في بحيرة من الدم، ونتيجة لذلك الفعل الإجرامي البشع فإن الشعب الذي يطالب بالكشف عن المخطط الإجرامي الإرهابي في أسرع وقت ممكن، قد أدرك أن القوى الظلامية التي باعت نفسها للشيطان وأصبح المال هو معبودها وقبلتها والغاية تبرر الوسيلة لديها لا يمكن أن تمتلك أو تقدم غير الإجرام والإرهاب الذي يستهدف كيان الدولة اليمنية وزعزعة الإسلام في نفوس الناس وتدمير القيم الإنسانية واستبدالها بالرذيلة والفساد، بمعنى أكثر توضيحاً أن هذه القوى الشيطانية تحمل مشروعاً تدميرياً متكاملاً يبدأ بتدمير الدين والأخلاق والقيم الإنسانية وينتهي بتدمير الوطن ونهب مقدراته والقضاء على مكتسبات الثورة والوحدة وإعادة اليمن إلى ما قبل الثورة من الجوع والمرض والخوف والقهر والإذلال والفاقة والفرقة والتمزق والشتات والتشظي. إن إدراك الشعب لخطورة قوى الظلام والجهل والتمزق والتشرذم هو القوى التي تواجه هذا المخطط الإجرامي الإرهابي ولذلك ينبغي على كل المواطنين الغيورين في طول الوطن وعرضه أن يشكلوا اصطفافاً وطنياً يتجاوز الحزبية والقبلية والقروية والفئوية والمذهبية وأن يعتصم الجميع بحبل الله الواحد القهار وأن يكون ولاؤهم لله ثم الوطن والثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والوحدة في سبيل مواجهة هذا المشروع الشيطاني التدميري الذي تحاول أن تنفذه قوى الحقد والكراهية والظلام، ولذلك فإن مواصلة الاعتصام بحبل الله هو الطريق الآمن لإسقاط مشاريع الدمار بإذن الله.