إن العمل الوطني من أجل الحفاظ على المصالح العامة للبلاد والعباد يحتاج إلى تجرد مطلق من المنافع الذاتية والشخصية وإيمان عميق بحب الوطن وفعل شريف ونزيه يجنب الناس المتاعب والمصائب.
وقد كشفت الأزمة السياسية الراهنة أن القوى الظلامية الغاشمة لم تعمل من أجل الوطن ومصالحه العليا، بل ضحت بالمصالح العليا للوطن في سبيل الأهداف النفعية والذاتية والشخصية الضيقة، وضحت بالمواطن وبالقيم والمُثل والأخلاق والدين من أجل المنافع الخاصة. وقد أدرك المواطن أن كل تلك الأفعال التخريبية والتدميرية التي طالت مكتسبات الثورة والوحدة ليس لها من هدف غير المصالح الشخصية، وأن المستفيد الوحيد من تلك الأفعال أعداء الأمة. إن أعداء الأمة قد بذلوا جهوداً شيطانية منذ وقت مبكر؛ من أجل القضاء على الأمة العربية والإسلامية، وفشلوا في المواجهة المباشرة، ولذلك لجأوا إلى استخدام الصراعات والفتن الداخلية عبر عناصر الفتن والضلال، وجعلوا من تلك العناصر الحاقدة أدواتهم لتدمير القوة العسكرية والقوة الاقتصادية والقوة العلمية. وما نراه اليوم من اعتداءات متكررة على أبناء القوات المسلحة والأمن يصب في اتجاه إضعاف الجيش والأمن اليمني؛ ليسهل بعد ذلك تركيع اليمن، وما نراه من استهداف لضرب المنشآت الاقتصادية العامة والخاصة، وتعطيل موارد الدولة يهدف إلى إنهاء القوة الاقتصادية - سند الدولة القوي - ومحاولة شل الحياة الاقتصادية، وإيقاف عجلة التنمية، وهو الاتجاه الهادف إلى القضاء على القوة الاقتصادية، وما شهدته البلاد من الاعتداءات على المدارس والمعاهد والكليات والجامعات وترويع الطلاب ومنع التعليم يصب في اتجاه تدمير القوة العلمية والمعرفية والعمل على تجهيل الشعب ومنعه من المعرفة، وكل ذلك يصب في خدمة العدو. إن المتابع المنصف سيجد التحرك الذي يحدث في العالم بشأن ما يدور في اليمن أن خلفه القوى الصهيونية، بل وفي بعض المواقف تتقدمه القوى الصهيونية، ألا يدل ذلك دلالة قاطعة أن ما يحدث من تخريب وتدمير لا يخدم إلا العدو الصهيوني والقوى الاستعمارية، وألا يدرك المغرر بهم أنهم قد عرضوا دينهم ووطنهم للخطر الخارجي، وألا يقبل العقلاء في اللقاء المشترك بالحوار لقطع الطريق على أعداء الأمة المستفيدين من هذه الفتنة؟ نأمل ذلك بإذن الله.
نعتذر للكاتب الأستاذ علي العثربي على اضافة اسم الزنداني بسبب انه هذا السؤال قد قاله في مقطع فيديو " من يخدم العدو والجواب في بطن الكتاب " وجب ا لتنويه العنوان الرئيسي للكاتب " من يخدم العدو " اسمعوا ماذا يقول الزنداني في تناقض عملي مريع في الثانية 40