تفسر المواقف بحسب الرغبات وليس بموجب المصداقية والموضوعية، والذين يعتمدون في تفسيرهم للمواقف وفق رغباتهم وأهوائهم ونزواتهم الشريرة يظلون يرتكبون الأخطاء بشكل دائم، ولا يستطيعون تصويب أي من أخطائهم القاتلة، والسبب هو أنهم لا يرغبون في الاستماع إلى غيرهم ونقده لتصرفاتهم العدوانية، وتجدهم مغرمين بمن يتملق ويدلس وينافق ويصفق بسبب وبدون سبب دون أن يقدم نصيحة واحدة تخدم البلاد والعباد بقدر ما يعمل على إثارة الفتنة وتغذية الصراع من أجل تحقيق مصالح رخيصة زهيدة على حساب السكينة العامة وحياة الناس دون رادع من ضمير أو يقظة ممن أعجبه المديح والزيف. إن العيش بالنفاق مذلة ومهانة للإنسانية والآدمية واحتقار لحق الإنسان في الاعتزاز بقول الصدق والإيمان به، وبالتالي الصبر في سبيل الصالح العام والإخلاص من أجل المفيد النافع للناس كافة، الأمر الذي يجعل القوى الكيدية التي لا تؤمن إلا بالنفاق تعيش في حالة من الوهم وهوس السلطة دون أدنى تفكير في مصالح البلاد والعباد، ويصبح من يقول الحقيقة أو يقدم النقد البناء عدواً لها تنشغل بكيفية محاربته في لقمة عيشه وتشويه مساره في الحياة والترويج ضد أفكاره بوسائل الشيطان ظناً منها أن ذلك هو ميدان معركتها مع الحياة ولم تدرك بأن ذلك التصرف دليل على عدم القدرة على الإتيان بالأفضل والأحسن الذي يعزز ثقة الشعب. إن مرحلة الحوار الوطني الشامل تحتاج إلى المزيد من النقد الذي يصوب الاعوجاج ويقود إلى خير الإنسانية كلها وينمي مشاعر الانتماء الوطني ويقوي الاستعداد المطلق للدفاع عن الوطن بالغالي والنفيس، وليدرك الجميع أن النقد الموضوعي ليس له من هدف غير إصلاح الأوضاع وتعزيز سيادة الدستور والقانون والحفاظ على الوحدة الوطنية ومقومات القوة القومية للجمهورية اليمنية بما يجعلها قادرة ومقتدرة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك