نحتاج إلى مزيد من الثورة.. مزيد من التمرد على قيم النفاق والظلم والتعايش مع الأخطاء التي ترتكب من المسؤول والنخب والناس جميعاً، يجب أن يرتفع مستوى الاحساس ضد التقديس والمجاملة والنفاق، يجب أن تكون (لا) منفجرة ضد كل خطأ خاصة عندما يأتي من المسؤولين لأن الخطأ الذي يقترفه المسؤول يضر بالحاضر والمستقبل..( لا) هي الأصل وتأتي نعم بعدها عزيزة حرة مستمدة حريتها وكرامتها من ( لا) المقيمة للاعوجاج.. كل المصائب الماضية والآتية تأتي نتيجة النفاق والتعايش مع قيم الفساد والاستبداد وضياع كلمة الحق ..ومع هذا ، المسؤول هذا أوذاك ليس خصماً بشخصه ولاعدواً لأنه فلان, الخصومة تأتي للأعمال والقيم السلبية من القريب أوالبعيد من الخصم او الصديق وهي علامة حب وأخوة، والرسول الكريم يرشدنا الى مثل هذا التصرف النبيل والحضاري (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً...وان تنصره ظالماً ان تردعه عن الظلم)....أرأيت تردعه تمنعه (تهزره) توقفه عن فعل الخطأ وهو هنا أخوك وما تفعله من شدة معه انما هي نصرة له، اما مناصرته على الخطأ وتصوير الظلم عدالة والخطأ صواباً فهذه هي الكراهية واللؤم والنذالة والخذلان للوطن والأمة..كم من أشخاص ينافقون ويظنهم الحاكم المسؤول أصدقاء وهم أعداء بل يقلعون الخير والعدادات والفضيلة ما ظهر منها و ما بطن .. نعم ثقافة (لا) أولاً وشيوع النصيحة والنقد والردع واجب وطني وحضاري .. على المنافقين ان يتحولوا إلى حشرات مضرة في نظر المجتمع ووباء يجب محاربته بكل المبيدات ..النصيحة والردع هي الرحمة بعينها دون ان يكون هناك إسفاف او إساءة أو كراهية يبدو هذا هو جوهر قيم الثورة وأهدافها التي يجب ان تستمر ..علينا أن نستغل كل فرصة إيجابية لنشر الوئام والعدل بمحاربة النفاق وتشجيع كلمة (لا) فهي الأرضية الصحية للحب والعدل وبناء حضارة ..على الناس أن تعرف أن واجبها هو معاداة القيم والأفعال السلبية وليس الأشخاص, عندها لن نفرق بين القريب والبعيد ولن نتعصب مع أحد سوى مع الحق ولن نقف ضد أحد سوى ضد الباطل سنطارده في أنفسنا وأقاربنا قبل غيرنا,عندها سنكسب أنفسنا وننقذ شعبنا وعندها فقط لن نخذل الوطن ولن نخونه. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك