أثبت التاريخ أن محاولة أية فئة فرض رأيها على الأغلبية العظمى في الشعب لايمكن أن يكتب لها النجاح وأن محاولة الإقصاء أو الانتقام أو السيطرة أو التعسف من فئة أو جماعة أو شلة على الشعب أمر مرفوض جملة وتفصيلاً ، كما أن محاولة الإدعاء بالوصاية أمر يرفضه العقل والمنطق ، ولا تقبله الحكمة اليمانية ، وأن العصبية الجاهلية مرفوضة كذلك. إن تجارب التاريخ السياسي في اليمن قد قدم نماذج لسيادة الشعب على نفسه ، وهذه السيادة الشعبية ليست محصورة في فئة اجتماعية معينة أو شلة أو طائفة تحتكر الحكم في ذاتها دون الشعب على الإطلاق، وأن السيادة الشعبية التي يتحقق فيها الأمن والاستقرار وتتحرك فيها عجلة التنمية الشاملة وتسود فيها المحبة والوئام ، وينعم فيها المواطن بالسلام الاجتماعي هي التي تقوم على الاختيار الحر المباشر لمن يحكم البلاد ويقود السفينة ، ودون شك فإن ذلك الاختيار الحر المباشر لايمكن أن يأتي بمن يريد العبث بالشعب ومقدراته أو لديه نوايا عدوانية أو نزعة عنصرية أو فيه رائحة قروية أو ظهر عليه نفس قبلي أو عائلي أو أي ادعاء ديني أو سلالي أو أي نوع من أنواع العنصرية . إن سيادة الشعب على نفسه من خلال الاختيار الحر المباشر عبر الانتخاب لمن يحكم البلاد، هو الذي يحقق الرضاء القبول ويمثل الإرادة الكلية للشعب التي لا تستثني أحداً من أبناء الشعب ، وبكل تأكيد فإن من يقع عليه اختيار الشعب لابد أن يجد فيه الشعب خارطة الجمهورية اليمنية ويدرك كل ناخب وناخبة في الوطن اليمني الكبير أنه منه ويمثله ولم يلمس فيه أيه نزعة من النزعات العنصرية ، والناخب اليمني حكيم يدرك كل ذلك بالفطرة ولدية الهام رباني يقوده إلى سواء السبيل وحسن الاختيار . وبناءً على ماتقدم فإن أية فئة عنصرية أو أي عنصر يدعي لنفسه الحق في حكم البلاد دون غيره مرفوض في بلاد الإيمان والحكمة ، وأي نظرة دونية للمجتمع عنصرية لايمكن قبولها على الإطلاق انطلاقاً من قول الله سبحانه وتعالى ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم ) صدق الله العظيم . وهنا تتوحد الإرادة الكلية في اختيار الأتقى الذي يمثل شرائح المجتمع كافة ويرعى العهود والمواثيق ويصون الشعب ويحقق الآمال والتطلعات الشعبية وليست الأسرية أو الفئوية أو الشللية أو المناطقية أو القبلية أو القروية ، فهل تدرك أحزاب اللقاء المشترك معاني ودلالات هذه الرسالة وتحترم إرادة الشعب ؟ وهل آن أوانها للعودة إلى جادة الصواب ؟ نأمل ذلك بإذن الله.