يبدو أن بعض القوى السياسية لم تبلغ درجة الرشد السياسي أو ربما سلمت امرها إلى من لايملكون قدراً مميزاً من الفهم السياسي (فن الممكن) أو ربما تدرك كل ذلك ولكن أصابتها حالة من الغرور والطيش الذي خلّف أثراً سياسياً واجتماعياً وانسانياً ناقماً عليها, نتيجة لانتهاجها أعمالاً تخريبية لايمكن أن يقبل بها عاقل على الاطلاق. إن تلك القوى السياسية المصابة بالوهم والغرور والطيش لم تدرك بأن الشعب اليمني قد شبّ عن الطوق, ولم يعد يقبل بمن يحاول التمرد على الإرادة الكلية للشعب, ولم تدرك هذه القوى النفعية أن الشعب قد امتلك زمام أمره في 17 يوليو 1978م عندما صعد الرئيس المواطن الصالح علي عبدالله صالح إلى رئاسة الجمهورية عبر صناديق الاقتراع الحر المباشر من قبل ممثلي الشعب في مجلس الشعب التأسيسي, بل يبدو أن هذه القوى الظلامية لم تدرك بأن الشعب لم يذق طعم الحياة والأمن والاستقرار والوحدة الا بعد ان استعاد حقه المسلوب والمغتصب في 17 يوليو 1978م وأصبح الشعب عملياً مصدر السلطة ومالكها, ولن يقبل بمن يحاول أن يتجاهل الشعب ويسلب حقه في الاختيار ويغتصب حقه في امتلاك السلطة. ان الاحتفال بيوم السابع عشر من يوليو احتفال بإرادة الشعب احتفال بحق الاختيار وامتلاك السلطة, ولذلك على القوى الانقلابية الظلامية والواهمة أن تدرك بأن الشعب لايمكن أن يقبل بمن ينتهك حق الشعب في الاختيار أو من يريد أن يفرض عليه ارادته الفئوية أو القروية أو القبلية أو المذهبية أو السلالية أو من يتجاوز الارادة الكلية للشعب والثوابت الوطنية والدينية والانسانية, وأن الشعب سيحافظ على الشرعية الدستورية. إن الاحتفال بالسابع عشر من يوليو رسالة لها معانٍ ودلالات دينية ووطنية وانسانية على أحزاب اللقاء المشترك أن تقرأها قراءة متأنية لتدرك بأن الشعب لم يعد يقبل بالانقلاب على الشرعية الدستورية, وأن التداول السلمي للسلطة لايتم الاعبر صناديق الاقتراع الحر المباشر, وأية وسائل تدميرية فإن الشعب سيقف وبقوة في طريقها من أجل الحرية والأمل والاستقرار والوحدة بإذن الله.