إن التفاعل السياسي الذي تشهده الساحة اليمنية خلال هذه الفترة ينبئ عن حدوث فعل وطني كبير يعيد المكانة إلى الحكمة اليمانية، ويفوت الفرصة على أعداء الوطن الذين يراهنون على الخلافات والانقسامات والتشرذم الذي يخطط له العدو ويراهن على أيادٍ يمنية لتنفيذ ذلك المخطط الذي يحقق أهداف العدو الذي لا يريد لليمن أن تكون آمنة مستقرة وموحدة وخالية من الإرهاب. ولذلك فإن اليمنيين قد استفادوا من تجارب التاريخ، وباتوا على درجة عالية من الإدراك تحصنهم من الاختراقات التي يتعمد العدو إحداثها في جدار الصف الوطني مستخدماً بعض العناصر المحبطة لاختراق ذلك الجدار الفولاذي لإحداث الأذى لليمن أرضاً وإنساناً ودولة. ولم يدرك أعداء اليمن عبر مراحل التاريخ أن الأجدر والأفضل لهم هو عدم الكيد لليمن، وعدم استعدائه؛ لأن اليمن بلد مسالم عبر مراحل التاريخ، وشعب اليمن دعاة سلام وصناع حضارة. إن التفاعل الوطني السياسي الذي يجري داخل الساحة الوطنية في إطار الحوار الوطني الشامل كفيل بإزالة العوائق ووضع الحلول المناسبة للمشكلات القائمة وبروح وطنية مسئولة تجعل من مصالح اليمن فوق الاعتبارات، ويسقط رهانات الحاقدين ويقدم برهاناً عملياً على ان الإيمان يمان والحكمة يمانية، ويراهن ببيان عملي على أن أهل اليمن هم أولو الألباب الذين خاطبهم المولى جل وعلا في كتابه العزيز بتلك الصفة. ولذلك كله إن ما يريده الأعداء من التمزق والتشرذم لن يكون لأن اليمنيين متمسكون بحبل الله وهم منبع الحكمة والإيمان وأهل العقول الراجحة التي ستفوّت الفرصة على كل الحاقدين وتقود اليمن إلى بر الأمان. إننا نقول لمن لايزال في قلبه مرض إن اليمن أكبر من أحقادهم وأعظم من أحلام أصحاب المشاريع الصغيرة، وأقوى من تآمرات الأعداء. وإن جدار الصف الوطني أقوى من الفولاذ، ويزداد صلابة ومتانة وستتحطم على صخرته كل المحاولات البائسة؛ لأن جدار الصف الوطني يمثل الإرادة الكلية للشعب، وهذه الإرادة تستمد قوتها وصلابتها من إرادة الخالق جل وعلا الذي أمر بالاعتصام بحبله. فهل يدرك المغفلون ومن وراءهم القوة التي تقف خلف الإرادة اليمنية ويكفون عن أذية اليمن؟!. نأمل أن يقدّر العالم مواقف اليمن الداعية إلى السلام بإذن الله.