إن الفعل الإنساني الأعظم الذي صنعه اليمنيون في شهر مايو العظيم في الثاني والعشرين منه عام 1990م ، لايمكن أن تنساه الإنسانية كافة ناهيك عن اليمنيين الذين صنعوا الحدث ، لقد عبّر ذلك الفعل عن حقيقة الإيمان والحكمة اليمانية وعن الإرادة المتمسكة بحبل الخالق جل وعلا ، ولم يكن ذلك الفعل الإنساني وليد تلك اللحظة التاريخية الكبرى ، ولكنه ثمرة جهود متواصلة بذلها أحرار اليمن منذ الأربعينيات من القرن الماضي ، وكان 22مايو 1990م اختيار اليمن لإعلان ثمرة الفعل الوطني الديني الإنساني الأعظم ، الذي أرغم العالم بأسره العدو قبل الصديق على أن يقف إجلالاً وإكباراً وتعظيماً لليمن أرضاً وإنساناً ودولة . وإن مافعله اليمنيون في 22مايو 1990م صفحة إنسانية خالدة في سفر مجد الألق اليماني المتجدد الذي جعل لليمن في ذلك التاريخ علامة فارقة في تاريخ الإنسانية ، وعرفت العالم باليمن وأشعلت تلك العلامة الفارقة شمعة مضيئة في طريق الحرية والوحدة والحضارة الإنسانية التي شع نورها الوهاج في سماء الليل العربي المظلم . إن مافعلة اليمنيون في 22مايو 1990م كان شيئاً هلّلت له الإنسانية بأسرها ، وقدّسته كافة المخلوقات ، وطربت له الأسماع ، وتفجرت له الإبداعات الإنسانية في كل شبر من الكرة الأرضية ، وأصبح اليمنيون بذلك الفعل الوطني الديني الإنساني نجوم العالم ، صنعوا من أجل حماية ذلك الفعل الإنساني العظيم أعظم الملاحم الوطنية والدينية والإنسانية ، لأنه أمر إلهي مقدس واجب التنفيذ أمر به الخالق جل شأنه في محكم كتابه العزيز قال تعالى( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) صدق الله العظيم . إن مافعله اليمنيون في 22مايو 1990م قد منحهم القوة والعزة والمنعة والمكانة بين الأمم، وجعلهم قدوة العالم ومصدر إلهام للإنسانية صوب الأفعال الإنسانية الخالدة ، ولذلك لايجوز لدعاة الفتن والإرهاب والدمار والاقتتال أن تسطو على هذا الفعل الإنساني العظيم ، ولا يمكن أن يسمح اليمنيون لمن يحاول طمس معالم ذلك الحدث العظيم مهما كان ، وقد برهن اليمنيون أنهم أصحاب إيمانٍ وحكمة وسيحمون وحدتهم بإذن الله.