مايزال اليمن عظيماً بعظمة أبنائه الذين أثبتوا للعالم بأسره بأنهم دعاة الحرية والعدل والمساواة والسلام والمحبة والوئام، وأنهم لا يضمرون شراً لأحد على الإطلاق، ولا يقبلون بالتدخل في شئون الغير مهما كان، ويؤمنون إيماناً مطلقاً بالتعايش السلمي مع كل أجناس البشر، وقدم اليمنيون عبر مراحل التاريخ نماذج للحضارة الإنسانية بالغة الأهمية وخلّف أجدادهم بصمات إنسانية شديدة الوضوح على عبقريتهم وإبداعاتهم وسمو أخلاقهم وعلو مكانتهم في تاريخ الجنس البشري. إن تاريخ اليمن الأرض والإنسان مليء بالدروس الإنسانية التي أثبتت قدرته على التعامل مع الحضارات الأخرى بروح إنسانية سمت على الآلام والمآسي التي تمارسها ضدهم بعض النفوس الخبيثة من بني الجنس البشري الذين لا يعرفون غير الحقد والكراهية للغير، ومع ذلك استطاع اليمنيون أن يتجاوزوا كل ذلك، وها هم اليوم يقدمون دروساً بالغة التأثير في الفكر الإنساني في التعامل مع الحاقدين على تاريخهم وعزتهم وشموخهم وسمو أخلاقهم وعظمة أفعالهم، ويعيدون رسم صور الماضي المجيد الذي عرفه العالم الإنساني المنصف بشكل أكثر بهاءً وجلاءً، ويقدمون اليمن في انصع صور المجد والعزة، دون أن تؤثر فيهم أفعال الحاقدين والمتآمرين. ولئن كانت أفعال المتآمرين وكيد الحاقدين قد بلغت مبلغاً خبيثاً من فعل المؤامرة والكيد والدس والفعل المشين واستغلال ظروف اليمن واليمنيين للإساءة إلى اليمن الأرض والإنسان ومحاولة تأليب العالم عليه، فإن الحكمة اليمانية التي سجلها القرآن الكريم وكل الكتب السماوية أعظم من كيد وحقد المتآمرين، وإن الإيمان الفطري لكل إنسان يؤمن بالله جل وعلا كفيل برد كيد الحاقدين في نحورهم. إن المحاولات المشينة التي تتبناها بعض القوى الخارجية المتآمرة على اليمن ستنقلب على الذين يحاولون أذية اليمن واليمنيين وستعود عليهم بالويل والثبور وعظائم الأمور، لأن اليمن وأبناءه لا يضمرون شراً لأحد ومن أضمر شراً لليمن رد الله كيده في نحره وسلط عليه من يسومه سوء العذاب، لأن اليمن محمية بإرادة الخالق جل وعلا, ولن تخيفنا المؤامرات ومحاولة الإساءات وسنتجاوز كل ذلك بنجاح كبير بإذن الله.